هند أحمد جعفر تكتب: واحر قلباه

الأحد، 25 يوليو 2010 01:47 م
هند أحمد جعفر تكتب: واحر قلباه الأديب جمال الغيطانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ حوالى مايزيد على الألف عام قام أبو فراس الحمدانى بإيغار قلب ابن عمه سيف الدولة على أبى الطيب المتنبى شاعر العرب الأسطورة وقد كانت هذه الدسيسة سببا فى ولادة واحدة من أجمل القصائد العربية التى صاغها المتنبى رثاء لحاله مع سيف الدولة ألا وهى قصيدة واحر قلباه وقد ظلت الظروف التى قيلت فيها هذه القصيدة تتكرر على مدار تاريخ الأدب العربى ولكن مع تغيير الأشخاص فلعب يوما يوسف إدريس دور ابى فراس ورضى نجيب محفوظ بدور أبى الطيب ولم يكن السبب هذه المرة ذهب سيف الدولة بل ذهب نوبل وقيمتها المعنوية والتى جعلت أمير القصة القصيرة يفقد رشده عندما نالها محفوظ فقام بشن هجوم ضارى لم يعد أحد يتذكره ولكن يتذكر القارئ إبداعات كل منهما.

تذكرت هذه الوقائع عندما كنت أطالع جريدتكم الغراء وجريدتى المفضلة والتى أحرص على متابعة القسم الثقافى بها وقرأت فيها تصريحات كل من الأديبين جمال الغيطانى وإبراهيم عبد المجيد حول جائزة البوكر العربية، والغريب أن هذا التصريح لم يخرج وقت أن فاز بها الروائى الكبير بهاء طاهر عن واحة الغروب بل ظهر كلما زاد توهج عزازيل يوسف زيدان!! فلم هذا التشنج حول يوسف زيدان بالذات؟ هل لصغر سنه مقارنة بكتاب الستينات أم لقوة الرواية وتحقيقها أعلى المبيعات وتلا ذلك تحقيق كتابه البحثى اللاهوت العربى نفس النجاح على الرغم من كونه كتابا بحثيا ولكنه مازال يحتل المركز الأول فى قائمة الكتب الأكثر مبيعا على الرغم من صدوره منذ أكثر من عام.

لم يتناس أستاذنا جمال الغيطانى أن الزمن تغير؟ وأن لكل وقت فرسانه وأنه وجد من يقف بجواره وقت أن هاجمه الناقد المرحوم فاروق عبد القادر؟ والغريب وقتها أن من دشن المقالات دفاعا عنه وعن أدبه كان الشاب يوسف زيدان الذى كان يكتب بالاهرام فى الثمانينات وعمره لايتجاوز الثلاثين عاما، فلم تبدل الحال عندما تفوق الفيلسوف السكندرى وظهر على الساحة الادبية رغم كونه علامة فى مجاله البحثى من عشرات السنين؟
ولم يدعونا الأستاذ إبراهيم عبد المجيد لمقاطعة البوكر ثم يتباكى فى كتبه على دور مصر الذى تراجع وكتابه "أين تذهب طيور المحيط من الإسكندرية إلى موسكو" خير شاهد على ما أقول فهو مرثية فى بعض فصوله لدور مصر الذى ادعى الكاتب تراجعه فى البلاد العربية؟

ولم عندما تجىء الفرصة لمصرى أن يعيد كرة نجيب محفوظ مرة أخرى نصطف جميعا لمحاربته والحط من قدر الجائزة الرفيعة التى نالها وكأنه لا يكفيه قضايا الحسبة المرفوعه ضده ولكن يأتى المثقفون ليكملوا مهمتهم الأبدية وهى التقطيع فى أجساد بعضهم البعض وهم لايدرون أن جسد مصر الثقافى هو من ينزف.

ليسمح لى الأستاذ جمال أن يقول لنا: علام نال جائزة الشيخ زايد؟ ولم- يا سيدى- اعتبرت أن منافستك للشباب عيب؟ أنسيت عندما كنت شابا وأجلسك نجيب محفوظ انت ويوسف القعيد وسعيد الكفراوى وغيركما بجواره وأتاح لكما فرصا لا تعوض ولا تقدر بثمن للتعرف على عالم الأدب فى مصر.

البوكر- يا سيدى- جائزة عالمية وأرجو ألا تنجرف وراء ترهات لا تجدى نفعا، فقد اندهشت عندما وجدتك تصرح قائلا إن تسمية البوكربـ"الجائزة العالمية للرواية العربية" غير صحيحة، لأن مجرد وجود شخص إنجليزى فى لجنة التحكيم ليس كافياً لجعلها عالمية، ماهذا ياسيدى؟ ومنذ متى تعترف بهذه الافضلية لجنس عن جنسك العربى يامن تحملت عناء الدفاع عن ألف ليلة وليلة وهى من هى فى تراث الأدب العالمى وهل تناسيت أن أعضاء اللجنة من أساطين الثقافة فى العالم العربى وأن التحكيم يجرى فى لندن تحت إشراف هيئة البوكر البريطانية وأن التسليم يكون فى الإمارات بصفتها من تقدم الجائزة المادية قلو أن مصر من قدمت الجائزة لتسلمها كل من الأديبين المصريين فى بلدهما.

أرجو- يا سيدى- أن تكون سحابة صيف فالكبير لايغضب من أجل جائزة بل يهاتف صديقه قائلا مبروك على مصر جائزة جديدة ولو أن أوان التهنئة فات.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة