يؤكد الملف الطبى للفتاة أنها دخلت المستشفى تحت رقم 2118 وبرقم التأمين الخاص بها 02123/580192 بتاريخ 19-7-2010، وتم متابعة الحالة ليومين متتاليين وتبين أن حالة المريضة جيدة وضغط الدم 115/70، وأن القلب والصدر فى حالة جيدة تسمح بإجراء العملية، وهى تثبيت داخلى لعظمة الفخد نتيجة كسر متفتت.
كما يحمل الملف إقرارا تم توقيع أهالى الفتاة عليه لإجراء العملية وصياغته كالآتى: "أقر أنا الموقع أدناه بأننى أوافق على إجراء الجراحة رغم علمى بخطورة هذه العملية، وكذلك خطورة التخدير وحدوث مضاعفات فى العملية والتخدير قد تؤدى إلى الوفاة لا قدر الله أثناء الجراحة أو التخدير، ولقد شرح لى الأطباء هذه الخطورة ومضاعفات التخدير والجراحة، وعليه أوافق على إجراء العملية والتخدير رغم شدة خطورتها وليس لى الحق فى مقاضاة الأطباء أو المستشفى عند حدوث هذه المضاعفات المذكورة أعلاه، والتى شرحها لى الأطباء".
يحتوى ملف المريضة أيضا على تقرير طبيبة التخدير الذى يؤكد أن العملية بدأت فى السادسة مساء، ولوحظ أثناء العملية أن المريضة تنزف بطريقة معتادة تستدعى إعطاء المحاليل الوريدية التعويضية، وفى حوالى الساعة الثامنة إلا ربع حدثت زيادة فى معدل النزيف عن المعدل المعتاد مع زيادة الفوط المستخدمة لإزالة الدم حوالى 20-25 فوطة، وكذلك كمية الدم الموجودة بالشفاط الكهربائى، وأنه انخفض دم المريضة إلى معدل 80/50، وبناء عليه تم الإقلال من تركيز المخدر من 1% إلى 2% وإعطاء 2 امبول ديكسا ميفاثون 100 جرام فى الوريد، وكذلك امبول افدرين (30) مجم مخفف على 10 سم محلول ملح ببطء فى الوريد، وذلك لزيادة ضغط الدم المنخفض، وأنه مع استمرار انخفاض ضغط الدم رغم إعطاء الدم والمحاليل ظهرت علامات انخفاض الدورة الدموية على الأيدى والشفتين وكذلك هبوط مستوى الأكسجين بالدم إلى نسبة أقل من 80 .
وأكدت طبيبة التخدير فى تقريرها أنها فى الساعة الثامنة ونصف طالبت الجراح بإيقاف نزيف الدم عن طريق استعمال جهاز الكى وإنهاء الجراحة بسرعة شديدة، ولكنه أنهى العملية فى التاسعة وربع مساء، وترك مساعدة ليقوم بإغلاق الجرح وتضميده بالغرز الجراحية المعتادة، ولكن حدث للفتاة هبوط حاد فى الدورة الدموية والتنفسية فى العاشرة مساء، وتم البدء فى إنعاش القلب والتنفس لمدة ثلاثين دقيقة، إلا أن المريضة لم تستجب وظهرت علامات الوفاة، وتم إبلاغ الطبيب الجراح الذى حضر إلى غرفة العمليات لمناظرة الحالة بعد وفاتها.
ومن جانبه أكد والد الضحية والذى يعمل بأحد المخابز أن ابنته نورا هى الابنة الكبرى له ومنذ بداية شهر شعبان وهى تصوم يومى الاثنين والخميس، وأثناء قيامها بتحضير وجبة السحور وإحضارها طاولة الطعام من خارج باب الشقة وقعت على السلم وحدث لها كسر فى الفخذ، وتم نقلها للمستشفى وتقرر إجراء عملية تركيب شريحة لها إلا أن المستشفى أجلت إجراء العملية لابنته دون سبب واضح لمدة 3 أيام، وأثناء إجراء العملية فوجئت بهم يطلبون منى دم رغم أننى تبرعت بكيلو من الدم قبل إجراء العملية بثلاثة أيام.
ويستكمل الأب: لاحظت تحركات غريبة بعد ساعات من بداية العملية، وسمعت بأذنى سيدة تتحدث إلى الطبيب وتقول له "حسبى الله ونعم الوكيل فيك.. أنا قولتلك قفل على كده الطفلة بتنزف ولكنك استمريت"، وقال الأب لقد خفق قلبى بشدة عندما سمعت هذا الحوار، واتصلت بقريب لى يعمل فى التأمين الصحى، وقلت له هناك شىء غريب يحدث إلا أنه قال لى لا تقلق إنها عملية بسيطة جدا، لكنها توفيت فتوجهت على الفور إلى قسم الشرطة وتقدمت ببلاغ.
وأضاف الأب: "لقد توجهت اليوم إلى الهيئة العامة للتأمين الصحى للتقدم بشكوى إلا أنه تم مقابلتى بشكل سيئ، وشعرت بأن المواطن المصرى دمه "رخيص".
موضوعات متعلقة..
النيابة تستدعى طبيبين بمستشفى التأمين الصحى بالفيوم
إحالة واقعة وفاة فتاة بالفيوم بغرفة العمليات للنيابة العامة



