أكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين بالجامعة العربية أن إسرائيل ليس لديها إرادة سياسية ورغبة حقيقية فى التوصل إلى سلام عادل وشامل ينهى عقودا من النزاع ويحقق الاستقرار والازدهار للمنطقة، مشيرا إلى أنها مستمرة فى عدوانها للحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مدللا على ذلك بالوقائع التى تسعى إسرائيل إلى فرضها على أرض الواقع من استمرار للاستيطان وبناء جدار الفصل العنصرى والحصار والتوغلات والاعتقالات ونقاط التفتيش وتشتيت العائلات الفلسطينية، وقانون حق المواطنة الذى يناقش فى الكنيست حاليا.
وطالبت الجامعة العربية خلال أعمال الدورة الـ84 لمؤتمر المشرفين على شئون الفلسطينيين فى الدول العربية المضيفة، المجتمع الدولى استمراره فى تحمل مسئولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين ومواصلته تمويل الأونروا لتقديم خدماتها، محذرة من المساس بهذه الخدمات والذى سيؤدى توقفها حتما إلى تهديد استقرار المنطقة، لافتا إلى أن اللاجئين الفلسطينيين يعانون من تدهور فى الأوضاع الإنسانية البيئية والاجتماعية خاصة فى ظل العجز الذى تعانى منه وكالة غوث اللاجئين "الأونروا".
وشدد السفير صبيح على واجب المجتمع الدولى بالكف عن صمته للممارسات الإسرائيلية والضغط الجاد على إسرائيل لإلزامها بالامتثال لقواعد القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ووضع حد فورى للإجراءات والسياسات الإسرائيلية التى تهدد الاستقرار فى المنطقة، وتجرد حل الدولتين من أى مضمون وذلك فى تحد صارخ لإرادة المجتمع الدولى الذى توافق على حل الدولتين، بل وتضرب عرض الحائط بكافة قرارات الشرعية الدولية ومرجعياتها الثابتة ولكافة قوانين حقوق الإنسان وخاصة القانون الدولى الإنسانى.
ودعا الأمين العام المساعد المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى والأكاديميين ووسائل الرأى العام العالمى لكشف الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى الأراضى الفلسطينية المحتله وفى مدينة القدس بشكل خاص.
وشدد على ضرورة وحدة الصف الفلسطينى ونبذ الانقسام والخلافات والتى تشكل ضرورة وعنصرا أساسيا لا غنى عنه فى مقاومة الاحتلال وإفشال كل ما تقوم به إسرائيل من استمرار للاحتلال وفرض وقائع تجعل إقامة الدولة الفلسطينية أمرا مستحيلاً.
وعرض على المشاركين فى المؤتمر تقريرا عن الممارسات الإسرائيلية فى الفتره الأخيرة الماضية وخطتها التى تتبعها لتهويد القدس والتهديدات التى تواجه المسجد الأقصى وعمليات الحفر التى تهدد بانهيارة، واستراتيجيتها لتكون القدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل.
وقال زكريا الأغا رئيس دائرة شئون اللاجئين فى منظمة التحرير الفلسطينية إن مؤتمر المشرفين هو المؤتمر المخصص لمناقشة القضية الفلسطينية خاصة قضية اللاجئين الفلسطينيين والقدس والاستيطان، وتلتئم دورته مرة كل ستة أشهر لمناقشة أوضاع اللاجئين فى الدول العربية المضيفة على مختلف الأصعدة.
وأشار إلى أن توصيات الدورة الـ84 سترفع إلى الدورة 134 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب فى 16 سبتمبر المقبل لإقرارها.
وأضاف أن مؤتمر المشرفين يمثل تجسيدا حيا لأهمية التعاون العربى المشترك فى دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى الثابتة غير القابلة للتصرف فى العودة وحق تقرير المصير بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أننا سنعمل، من خلال المؤتمر على رفع وتعزيز مستوى التعاون والتنسيق العربى المشترك خاصة بين الدول العربية الشقيقة المضيفة للاجئين وتطوير أساليب العمل بما يتناسب مع التطورات المتلاحقة على كافة الأصعدة لمواجهة السياسة الإسرائيلية القائمة على الاستيطان ومصادرة الأراضى الفلسطينية لصالح الجدار الفاصل ومواجهة إجراءاتها العنصرية الهادفة إلى تهويد مدينة القدس.
ودعا الأغا من جهة أخرى إلى موقف عربى ضاغط للتأثير على الموقف الأمريكى من أجل حل عادل للقضية الفلسطينية بصفتها الداعم الرئيسى للموقف الأمريكى، مشيرا إلى قضية الانقسام الفلسطينى الداخلي، والتى تؤثر سلبا على القضية الفلسطينية، وطالب بضرورة إنهائه فى أسرع وقت ممكن، وأن يكون عمل عربى واضح فى هذا المجال.
ويناقش مؤتمر المشرفين على شئون الفلسطينيين فى الدول العربية المضيفة الذى يستمر لمدة خمسة أيام، الوضع الداخلى الفلسطينى والحصار الإسرائيلى على قطاع غزة، والاستيطان والهجرة اليهودية، وقضية اللاجئين الفلسطينيين، ونشاطات الأونروا وأوضاعها المالية.
كما سيناقش توصيات الدورة "62" لمجلس الشئون التربوية لأبناء فلسطين كما سيستمع المشاركون لتقرير الأمانة العامة حول متابعة توصيات الدورة السابقة، بالإضافة إلى تحديد موعد ومكان انعقاد الدورة القادمة.
ويتضمن مشروع جدول الأعمال هذه الدورة الجديدة النظر فى تقرير يعرضه السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين بالجامعة، حول ما قامت به الأمانة العامة من خطوات وجهود لتنفيذ ما يتعلق بالقضية الفلسطينية فى قرارات مجلس الجامعة على مستويات القمة والوزراء والمندوبين الدائمين، وكذلك خلاصة متابعات قطاع فلسطين فى الجامعة ورصده وتحليله للمستجدات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
ويتصدر مشروع جدول أعمال المؤتمر قضايا القدس وجدار الفصل العنصرى واللاجئين والتنمية فى الأراضى الفلسطينية وأنشطة "الأونروا" وأوضاعها المالية.
وتتركز مناقشات أعمال الدورة الرابعة والثمانين لمؤتمر المشرفين على شئون الفلسطينيين فى الدول العربية المضيفة، فى موضوع القدس حول ما تتعرض له المدينة من عدوان إسرائيلى مستمر وانتهاكات لمقدساتها وتاريخها الثقافى وتراثها الإنسانى، وما يهدد المسجد الأقصى من انهيار بسبب الحفريات الإسرائيلية وبناء الأنفاق والكنس من تحته وحواليه.
الجامعة العربية تتهم إسرائيل بعرقلة إقامة دولة فلسطين
الأحد، 25 يوليو 2010 01:37 م