قضية إرث وميراث، هذه الكلمات فقط يمكنها أن تلخص العاصفة الرحبانية التى هبت من قلب بيروت لتنتقل إلى كل عواصم العرب والعالم، ففيروز لم ولن تمنع ولن يفكر أحد بالمنع لأنها انتقلت من مصاف المطربين إلى مصاف الأصوات الروحية التى لا يمكن منعها.
فما طالب به مروان وعدى وأسامة أولاد منصور الرحبانى كان استكمالا لما طالب به الراحل منصور قبل موته، وهو التوزيع العادل للإرث والميراث الفنى الذى يدر الملايين، كون جميع الأعمال التى قدمتها السيدة فيروز كان من كتابة وألحان وإنتاج الأخوين الرحبانى، وبالتالى فإن الحقوق والإيرادات يجب أن توزع على ورثة العملاقين منصور وعاصى حسب ما ينص عليه القانون.
والغريب الحملة الإعلامية التى رافقت الحكم القضائى المستند إلى المادة 6 من القانون رقم 75/1999 التى تحظر على أحد المؤلفين فى الأعمال المشتركة أن يمارس بمفرده حقوق المؤلف بدون رضى شركائه ما لم يكن هناك اتفاق خطى مخالف وما يترتب عليها من حقوق، والذى نص بكل وضوح على وجوب أن تحصل السيدة فيروز على موافقة ورثة منصور بشأن تقديم 25 من الأغنيات المنتجة من الأخوين، بالإضافة طبعا إلى المسرحيات، وخصوصا "يعيش يعيش" و"صح النوم" وغيرها، فلا أحد منع فيروز عن الغناء إلا بعض الأقلام التى رافقت الحملة الإعلامية التى شنتها ابنة السيدة فيروز "ريما" منذ أن بدأت حربها مع ورثة منصور على خلفية قرار وزارة التربية اللبنانية بتاريخ 12\2\2009 وكلفتة تقدير منها لأعمال منصور تشكيل لجنة مهمتها تنشئة الأجيال القادمة على فكر وأدب الأخوين الرحبانى ومنصور بعد غياب عاصى من خلال إدخالها إلى المناهج الدراسية، حيث اعترضت: "ريما"على العبارة وتم استبدالها بعبارة أخرى انتهت بكلمات: "بعد غياب عاصى الكبير".
فيروز لم تهتم يوما بالأمور المادية وكانت ابنتها "ريما" هى المتحكم الأساسى بهذه الأمور وما يتعلق منها بالاتفاقيات والحقوق المادية وخلافها، وهى التى أصرت على تقديم حفلات "البيال" فى وسط بيروت والأردن ودمشق والشارقة والمنامة، والتى استند ورثة منصور إليها فى الحصول على الحكم، أن اعتراضات "ريما" والحملة المشوهة التى رافقتها حورت القضية وتحولت إلى انتقاد للأحكام القضائية فى لبنان والذى يعرف القاصى والدانى نزاهته وصوابية قرارته، بل اتهمت الدولة والمسئولين بالتواطؤ مع ورثة "منصور" والذين وكلمة حق تقال بأنهم أضعف من يؤثرون على الطبقة السياسية أو القضائية لدرجة أنهم عجزوا فيها عن تقديم الحماية القضائية والسياسية لمنزل والدة عاصى فى منطقة انطلياس والذى كان مقررا أن يتحول إلى متحف لتراث آل الرحبانى لكن تم هدمه بعد استلامه من الدولة.
اتركوا فيروز لمحبيها، فهى ليست ملكا لكم، هى ملك لنا جميعا وأبعدوها عن التجاذبات وخصوصا المادية منها ولا تحرمونا إطلالاتها فلم يتبق من أبطال الزمن الجميل إلا القليل القليل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة