تسبب تصريح الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد حول نيته إلغاء معاهدة السلام القائمة بين مصر وإسرئيل فى حالة انتخابه رئيسا للجمهورية فى نشوب خلافات بين قيادات الحزب، حيث وصف المستشار مصطفى الطويل عضو الهيئة العليا للحزب ما قاله البدوى بأنه "ترتيب على مستحيل"، لذلك فهو مستحيل تحقيقه، فى ظل النظام القائم الآن.
وأوضح الطويل أن ما ردده البدوى بعيدا عنه كونه مستحيل التحقيق إلا أنه أيضا مخالفا لرأى أغلبية قيادات الحزب، التى دائما ما تمدح فى تلك الاتفاقية وتؤكد أنها من أنصارها، وفسر الطويل تصريح البدوى بأنه محاولة لإرضاء الجماهير البسيطة التى أظهرت غضبها عما يحدث لأهل فلسطين نتيجة الغزو الصهيونى.
وأكد أن قضية فلسطين أصبحت بلا حل، ويكفى أن يقتصر حلها على إبقاء غزة كدولة لفلسطين، لذلك يجب الحفاظ على تلك المعاهدة حتى لا تسنح الفرصة لإسرائيل لتحقيق هدفها الأول فى الاستيلاء على مصر، على حد قوله.
وأضاف الطويل أن تشابه الأفكار بين ما ورد على لسان البدوى وبين ما ينادى به الإخوان لا يعنى وجود توافق بينهم، بل هى رغبة من الطرفين كل على حده فى إخماد غضب الشعب المصرى البسيط.
بينما أكد ياسين تاج الدين نائب رئيس الحزب أن تصريح د.البدوى هو الأساس الذى ينادى به برنامج الحزب، حول رفضه استمرار الغزو الاسرائيلى على فلسطين، موضحا أن هذا القرار يمكن أن يتخذه الحزب فى حال رفض إسرائيل وقف العنف والغزو الذى تقوم به على إسرائيل، وكشف تاج الدين أن اتخاذ هذا القرار فى حالة تولى د.البدوى الرئاسة سيكون ردا على عدم التزام إسرائيل نفسها بتلك المعاهدة.
أما عن إمكانية أن يتخذ حزب ليبرالى قراراً بالتحلل من الاتفاقيات الدولية والمعاهدات، أكد تاج الدين أنه فى حال اتخاذ هذا القرار لن يكون هذا تحلل من المعاهدات كما يعتقد البعض، مفسرا ذلك بما قام به مصطفى باشا النحاس بمطالبته بوقف المعاهدة التى أجريت بين مصر وانجلترا عام 1936 خلال أحد جلسات البرلمان.
وأضاف تاج الدين أنه لا يمكن لرئيس الدولة أن يتخذ قرارا مثل هذا الأمر، بل يطرح اقتراحه على البرلمان ليتخذ هو القرار.
بينما كان موقف أحمد عودة سكرتير مساعد الحزب محايدا حيث أكد أن ما عبر عنه د.البدوى هو رأى شخصى ولا علاقة له بالحزب، ولكنه رأى "سديد" على حد وصفه، موضحا أن تجارب المعاهدات طوال السنوات الماضية أكدت أن الجانب الإسرائيلى لا يحترم أى اتفاقات أو معاهدات، ولعل الحرب على غزة أكثر من 3 سنوات، ومحاولة إسرائيل تهويد القدس وغيرها من السياسات يعكس رغبة إسرائيل فى استمرار العدوان على فلسطين.
ورأى عودة أن البديل لإلغاء تلك الاتفاقية هو استخدام القوة فى مواجهة هذا العدو باتحاد العرب على هدف واحد هو القضاء على الكيان الصهيونى.
"البدوى": سألغى معاهدة السلام فى حال انتخابى رئيساً
انقسام وفدى حول تصريحات البدوى بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل إذا تم انتخابه رئيسا للجمهورية.. الطويل يؤكد استحالة إلغائها.. وعودة يعتبرها رأيا شخصيا لا يعبر عن الحزب
السبت، 24 يوليو 2010 10:08 م