الأهالى يسيرون 30 كيلو مترا لتلقى العلاج

اليوم السابع يرصد مأساة قرية "نزلة عمارة" بسوهاج

الجمعة، 23 يوليو 2010 09:22 ص
اليوم السابع يرصد مأساة قرية "نزلة عمارة" بسوهاج جانب من معاناة أهالى القرية
سوهاج - محمود مقبول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعيش أهالى قرية (نزلة عمارة) التابعة لمركز طهطا بمحافظة سوهاج مأساة كبيرة بسبب انعدام الخدمات، وعدم إدراجها ضمن ترتيب القرى الفقيرة بالمحافظة عند إعداد تقرير التنمية البشرية.

من أشد مظاهر إهمال المسئولين للقرية التى يبلغ عدد سكانها إلى 12,819 ما يحدث فى مستشفى نزلة عمارة الذى تم إنشاؤه منذ 10 سنوات وتم تزويدها بالمعدات الحديثة، إلا أنها لم تعمل حتى الآن، وأصابها الصدأ وانهار سورها، وأصبحت مرتعا للحيوانات الضالة من ماعز وحمير وكلاب.

ومما زاد من معاناة الأهالى فى القرية أنهم يقطعون أكثر من 60 كيلو مترا إلى محافظة سوهاج لتلقى العلاج لذويهم، أو 30 كيلو مترا إلى مستشفيات المركز والمراكز المجاورة للبحث عن العلاج.

ولا يختلف حال الطرق كثيرا عن حالة المستشفى، حيث أكد الأهالى أن الطرق كما هى عليه منذ أن خلقنا الله سبحانه وتعالى، لا رصف ولا إنارة، فمعظمها ترابية والطريق الوحيد المسفلت بالقرية هو الطريق السريع الذى يمر بجوارها، ورغم ذلك به عيوب ومطبات كثيرة.

مكتب البريد الذى يعد واحدا من أكبر صور الفساد وإهدار المال العام، فقد تكلف إنشاؤه 250 ألف جنيه، وأصبح الآن مأوى للقوارض والحشرات ولم يتم افتتاحه، بل إن المسئولين قاموا بدمج المكتب مع مكتب آخر هو مكتب بريد قرية مجاورة هى "حاجر مشطا"، مما يسبب الكثير من المتاعب، خاصة لكبار السن الذين يصرفون معاشات ضمان بسبب استخدامهم الدواب فى التنقل.

وتقع القرية فى حضن الجبل الغربى، مما يجعلها عرضة للسيول والهدم، وإلى الآن لم يتم عمل مخرات سيول، والمواطنون يبنون فى المناطق العشوائية أسفل الجبال.

التقى "اليوم السابع" رضوان أحمد سيد (51 عاما) فلاح بسيط، حيث يعول أسرة مكونة من 11 فرد 9 بنات، وولدان اثنان منهم فقط بالتعليم الابتدائى، والباقى بدون تعليم، بينهم بنات وصلن سن الجواز، ولكن الحال لا يسمح والمنزل مبنى بالطوب اللبن عبارة عن 2 متر فى 3، والجميع يعيشون فى غرفة واحدة هى غرفة الطعام والنوم وقضاء الحاجة، وسقفها من الجريد لا تكاد تحميهم من برد الشتاء القارص ولا حرارة الشمس المحرقة.

وعن مستقبل أولاده التعليمى يقول: "إننى لا أستطيع أن أقدم لهم فى المدارس فإننى متحير، هل أوفر الأكل أم أوفر التعليم؟، إن علمتهم جاعوا، وأن أطعمتهم جهلوا فماذا أفعل"، ويضيف: "أخرج من صلاة الفجر لا أعود إلا على المغرب، والمحصلة يومية بــ 25 جنيها يتم توزيعها على 13 فردا".

يذكر أن قرى محافظة سوهاج تبلغ 270 قرية، منها 243 قرية تحت خط الفقر وعدد القرى الغنية 27 قرية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة