ناقش جوزيف مايتون، مراسل الجارديان من القاهرة فى مقال له، قضية حق المغتربين فى الإدلاء بأصواتهم عن بعد فى الانتخابات التى تقام ببلادهم الأصلية.
ويرى مايتون أنه بدءا من اللاجئين حتى رجال الأعمال، فإن كل المغتربين لابد أن يتمتعوا بحقهم الديمقراطى فى المشاركة بالانتخابات التى تقام ببلدانهم.
ويشير الكاتب إلى أنه من المقلق أن حوالى 100 بلد حول العالم أولها مصر ومن بينها تركيا وأرمينيا وبتسوانا لا تسمح لمواطنيها المغتربين فى الخارج بالمشاركة فى العملية الانتخابية. ومما يثير الدهشة فإن الغالبية العظمى من تلك الدول هى بلدان نامية تحتاج إلى التغيير.
ويتابع أنه ليس من الصعب أن نستنتج لماذا لا تسمح هذه البلدان لمواطنيها المقيمين بالخارج بالتصويت، ففى مصر حيث يسيطر الحزب الواحد منذ ثلاثة عقود على مقاليد السلطة، فإنه من المعتقد بشكل كبير أن المواطنين الذين يعيشون فى الخارج سيكونون أقل دعما للوضع الراهن أو معارضين تماما.
وفى لبنان نجد أن نحو 12 مليون مواطن يعيشون خارج البلاد مقارنة بـ 4 ملايين فقط بالداخل ونظريا فإن غياب أصوات المغتربين كفيل بتحديد نتيجة أى انتخابات. بالإضافة إلى ما مضى فإن هناك مبدأ مهما وخطيرا إذ أنه جميع المواطنين يجب أن يتمتعوا بحقوق متساوية بغض النظر عن مكانهم وقت الانتخابات.
ومن الأمثلة الصارخة أيضا، كما قال مايتون، على ضرورة تغيير هذه الأوضاع، الاستفتاء الذى سيقام بالسودان العام المقبل على انفصال الشمال عن الجنوب. وبالنظر إلى إحصاءات المفوضية فإن آلاف السودانيين الجنوبيين مقيمون حاليا خارج البلاد خوفا من العنف فى حال عودتهم لذا فإن توفير فرص التصويت عن بعد، يُمكن هؤلاء اللاجئين وغيرهم ممن فى المنفى من أن يلعبوا دورا مباشرا فى مستقبل وطنهم.
ويؤكد الكاتب أن منح الفرصة للمواطنين المغتربين للتصويت، يمكن أن تكون له نتائج إيجابية تتجاوز المشاركة فى اختيار قادتهم ويؤدى ذلك إلى مزيد من الارتباط المباشر ببلدهم الأصلى.
ويختتم بأن المصريين الذين يعيشون بالخارج خاصة بالولايات المتحدة قد طالبوا كثيرا بهذه الفرصة. ومما لا شك فيه أن هؤلاء يريدون فرصة للتصويت ضد الحزب الوطنى الحاكم الذى أظهر على مدى السنوات الثلاثين الماضية عدم رغبة فى دعم شعبه سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. فهناك محاذير لابد من الإنصات إليها والتى تسمو على الحالة المصرية.
الجارديان: "الوطنى" يخشى من تصويت المغتربين فى الانتخابات
الجمعة، 23 يوليو 2010 12:42 م