مهدى عاكف: الغرب يكرهنا ويكره المسلمين والعرب ولا يبحث إلا عن مصلحته
د.عصام العريان: التشكيك فى وطنية الإخوان لا يمكن تصديقه والاتهامات أوهام بلا دليل
نفى الإخوان الاتهامات الموجهة إليهم بتلقى تمويل بريطانى، والتعاون مع المخابرات الأمريكية والبريطانية، ودللوا على موقفهم بما قدموه من عشرات الشهداء، فى القناة ضد معسكرات الإنجليز وفى فلسطين، معتبرين أن الكتاب الغربيين يريدون تشويه الإسلاميين اعتماداً على مصادر ووثائق مشكوك فى صحتها أو معدة لأغراض بعينها.
كانت «اليوم السابع» نشرت الأسبوع الماضى موضوعاً حول العلاقة بين الإخوان المسلمين والمخابرات البريطانية ضد الثورة، وكذا تمويل المخابرات M16 للإخوان فى الأعوام منذ 1942 إلى 1956 للإطاحة بعبد الناصر، وهو ما كشفه الصحفى البريطانى مارك كورتيس فى كتابه «العلاقات السرية: تواطؤ بريطانيا مع الإسلام المتشدد» الصادر فى بريطانيا قبل أيام.
د.عصام العريان، المتحدث باسم جماعة الإخوان وعضو مكتب الإرشاد بالجماعة، طلب الانتظار أولاً لقراءة الكتاب، معتبراً أن التشكيك فى وطنية الإخوان لا يمكن تصديقه، سواء فى الماضى أو الحاضر، مدللاً على أن الجماعة منذ أن تأسست على يد حسن البنا 1928 تعمل بما يتوافق والمصلحة الوطنية ومطالب الناس وحفاظاً على حقوقهم، مشدداً على أن ما يتعلق بالتمويل والاتهامات ما هو إلا أوهام لم يقدم أى أحد عليها دليلا.
وذكر العريان أن الحقيقة التى سطرتها كتب المؤرخين فى الخارج والداخل هى محاربة الإخوان والجيش المصرى معاً، متسائلاً: كيف بعد كل هذا يخرج من يدعى أن هناك تعاوناً بين المخابرات البريطانية والإخوان؟
مهدى عاكف، المرشد العام السابق وأبرز من قاتل ودرب بعض أعضاء الإخوان فى حرب 1948، رفض الرد على الاتهامات بقوله: «خلِّى اللى يقول يقول ولا أرد على ما يردده الغرب الذى يكرهنا ويكره المسلمين والعرب جميعاً، ولا يبحث إلا عن مصلحته».
اما حسين إبراهيم، المتحدث الإعلامى باسم الكتلة البرلمانية للإخوان، وصف اتهامات الكاتب البريطانى بأنها قديمة وتم الرد عليها من مؤرخى الجماعة الذين شاركوا فى الثورة وعايشوا عبدالناصر، بينما اعتبر أحمد دياب، أمين عام مساعد الكتلة البرلمانية للإخوان، أن إثارة الحديث عن الخلافات بين الإخوان ونظام عبدالناصر، واتهام الإخوان بالتمويل الأجنبى للعمل ضد الثورة، لا يصب إلا فى خانة الأعداء، مضيفاً أنهم دائماً يحاربون الفساد والاستبداد، سواء ضد الملك أو ضد الإنجليز أو ضد الاحتلال الإسرائيلى، قائلاً: «ليس من أخلاقنا الخيانة، ولا يصح أن تفكر جماعة بهذا التاريخ والنضال فى هذا، وإلا لماذا صبروا على سجون وتعذيب عبدالناصر كل هذه السنوات دون أن يطلبوا النجدة من بريطانيا».
أحمد رائف، أبرز من كتب عن الإخوان عن حقبة الثورة وعلاقة الجماعة مع عبدالناصر، أكد أن إخوان الداخل لم يتعاونوا ولم يقبلوا حتى الجلوس مع الإنجليز، وكشف أنه فى عام 1956 اتصلت جهتان من الإخوان فى الخارج، وتحديداً من الذين هربوا إلى لبنان واليمن وسوريا، بالمخابرات البريطانية والمخابرات الأمريكية، بمعرفة سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا والسكرتير الشخصى له، واتفقوا على ثورة شعبية ضد عبدالناصر، وتضمن الاتفاق خطة لاغتياله، وتم تكليف خطاب السيد خطاب، من الإخوان بالإسكندرية، والذى تلقى تمويلاً للتنفيذ عن طريق سعيد رمضان، وتم إدخال أسلحة خفيفة ومفرقعات ومواد تفجير لصنع القنابل وقتها عن طريق حقائب دبلوماسية أفريقية لا تخضع للتفتيش.
ولكن خطاب، حسب رائف، تشاور مع عدد ممن اختارهم عقب قرار عبدالناصر بتأميم قناة السويس، وإخراج الإنجليز من خط القناة، ووقف الشركة الفرنسية التى كانت تدير القناة، وخلصوا إلى أن عبدالناصر أصبح بطلاً قومياً فى نظر العرب جميعاً، وأن قتله حالياً سيثير الدول العربية وبعض المتعاطفين فى الدول الآسيوية والعالم الثالث ضد الإخوان، وأكد رائف أن بعض رؤساء وملوك المنطقة العربية ساعدوا على اتصالات إخوان الخارج ببريطانيا وأمريكا للتخلص من عبدالناصر، مشيراً إلى أن هناك أدلة كثيرة على تمويل الملك فيصل، ملك السعودية وقتها، لإخوان الخارج للعمل ضد الثورة، وكذلك نورى السعيد بالعراق، وقيادات تركيا وباكستان ورعايتهم لحلف بغداد، مضيفاً أن إخوان الخارج أقنعوا الملك فيصل بتأسيس رابطة العالم الإسلامى للتخلص من نفوذ عبدالناصر على المنطقة العربية والأفريقية.