"عن رحيل المطر" قصيدة جديدة لصلاح عليوة

الخميس، 22 يوليو 2010 08:03 م
"عن رحيل المطر" قصيدة جديدة لصلاح عليوة رسالة للراحل محمد عفيفى مطر من الشاعر صلاح عليوة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إلى محمد عفيفى مطر


تنامُ القرى..
وطنٌ آخرٌ يتهشمُ فى خاطرى
وطنٌ متعبٌ يتصفح أقمارَه
وطنٌ يترحّل فى ضفةِ الأمسِ
أو ينطوى صامتاً
فى مرايا الشعاعِ الأخير

تمرُّ النبوءاتُ
يرتحلُ الشعر ..
تعبر فى صمته الشاحناتُ
يمر خفيفا بسرو الصدى ..
جوقةِ المنشدين ...
حوافِ الكلام ...
سماسرةِ الصيف ..
حراسِ مملكة هرمت
وجنودٍ تهاوت أساطيرهم ..
ترجمانٍ يبلل كفيه من غيمنا ...
وطنٍ يرتقى ألما عالياً
كانتظارِ النخيل

لفردوس فى خاطرى بلدٌ ساطعٌ
بلدٌ غامض .. خالدٌ .. ناصعٌ
بلد تتهاوى الفراشاتُ من غيمهِ
ويجول بعزلته شاعرٌ حالمٌ ...
ليبعثرَ أقداحَ حيرته بين ماءِ النجوم
لفردوس أغنيةٌ تشبه الريحَ ..
أمنيةٌ تشبه الخيلَ فى عَدوِها
صوتها يعبرُ الليلَ
ينأى كوجهٍ بنافذةٍ
أو يرق كتلويحةٍ لقطارِ
ويسقط فوق سياج الشتاءِ القديم

لفردوس دفءُ الغموضِ
وصمتُ المحبين والعارفاتِ
ووعدٌ يبللهُ الحزن ُ
تمضى كعمرٍ من النسماتِ ..
تمر لباب الوداع ..
رنينُ النداءِ يشردها
ثم يرجعها الصبحُ للقمح..
تمضى وراء مشاغلها
وتظلّ لخطوتها ألفةٌ تشبهُ النازحين

تنام القرى.. يشحبُ العشبُ
تخبو الشموعُ.. القصائدُ
يربكنا وقعُ أقدامنا
تتذكرنا مدنٌ فتضيئ ملامحنا
ثم نعبر فى وطنٍ متعبٍ
وننادى الغيوم

مر بالأمسِ شاعرنا ..
حاور الليلَ فوق الضفافِ
وألقى الوصايا
فقلنا سيمنحنا نجمةً
أو قرى فى المدى
سوف يعبر من بيننا
ويهز غناءً نما من خطى الراحلين

تنام القرى كالأغانى
وتهوى الفؤوسُ بأشجارِ ليل
تضللنا اللافتاتُ
وتعبر من بيننا الحربُ
دوما نقولُ لأصحابنا: نلتقى لاحقا
كى نمررَ هذا المساءَ الطويل
نقول: هنا مر شاعرنا ..
مزجَ الجدبَ بالمطرِ المستحيل

تشرب "الرملةُ" النور
تصغى لهمهمة الدور
سوف نقول لها: تلك أعذارنا
تلك أغنيةٌ لمرورِ الفصول
وترنيمةٌ لملائكةٍ فى طريقِ الرحيل
وهمهمة النهر فى حصة الرسم..
ترتيلة الوردِ فى شالِ "فردوس" ..
أنشودة السيرِ نحو الضحى ..
تمتمات الندى فوق توتِ الشتاءِ ..
ارتجاف الصدى .. ربما
فالصدى هو مأوى المغنى الحزين






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة