ترتبط مصر بالسودان ارتباطا تاريخيا فهما مشتركان فى نفس الملامح والروح والتاريخ وأيضا ذاقا مرارا الاحتلال الإنجليزى، لذلك تعتبر السودان من أكثر الدول العربية التى تشبهنا وتشترك معنا فى الحدود، لكننا الآن نشاهد السودان اختنا السمراء وهى تتمزق ونحن مكتوفى الأيدى!!!فالدعوة الآن للانفصال فى الجنوب بلغت مداها يسمع صداها العالم كله.
الجنوب متمسك بالانفصال صارخا من قسوة الشمال والشمال مازال متمسكا بقرار الوحدة أو الكون فيدرالية.
فالسودان على حد قول على إسماعيل العتبانى فى صحيفة الرأى العام السودانية، إن السودان "أفريقيا مصغرة تتعايش فيه كل القبائل الأفريقية، كما تتعايش كل الديانات وكل الثقافات الأفريقية". فهل فشل البشير فى احتواء المأزق الجنوبى وهو يعانى من نظرة الاستعلاء من الشماليين والتوجه الإسلامى فى الإعلام والثقافة والاستحواذ على المناصب المهمة مكتفيا بالرقص على العصا على قرارات أوكامبو؟؟؟؟!!!
وأين دور النخبة المثقفة فى السودان هل فشلت هى الأخرى وهى ترى العالم الغربى وهو يعمل على إغواء الجنوب ليس من أجل شيء إلا من أجل الإطاحة بموارد الصين البترولية هناك!!!
أما وكالة رويترز فتقول لمن وصفتهم بـ"معظم المحللين" القول إن "سكان جنوب السودان الفقراء الذين روعهم الصراع وسنوات مما يعتبرونه استغلال الشمال لهم، من المرجح أن يصوتوا بنعم على الانفصال".
نعم من الآن فصاعدا علينا أن نتعامل مع هذه الحقيقة أن نستيقظ فى يوم من الأيام لنجد أن السودان جارتنا العزيزة أصبحت منقسمة إلى بلدين!!!! فى هذا العالم الذى تسعى فيه كل دول العالم إلى الاتحاد إلا الدول العربية تسعى إلى التمزق؟!؟!؟!؟!
لذلك لا تستغرب أبدا ولا تبدى أى علامة من علامات التعجب لو شاهدت التلفزيون يوما ما ورأيت فجأة شباب يحملون نفس الملامح يتكلمون نفس اللغة يتقاسمون نفس ظروف الحياة وأسباب القهر يرفعون لافتة عليها شباب من أجل الانفصال!!!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة