محمود جاد

اختفاء زوجة الكاهن.. وميراث الشك الطائفى

الخميس، 22 يوليو 2010 12:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حادث اختفاء، أو واقعة اغتصاب، أو ربما مشاجرة بسبب لعب كرة القدم بين الأطفال.. جميعها حوادث طبيعة تصادفنا يومياً، لا تحتمل التأويل بأكثر مما تمثله، لكنها فى مصر يمكن أن تتشعب لتطال استقرار المجتمع إذا كان أحد أطرافها مسلماً والآخر قبطياً.

لست من دعاة السطحية أو تبسيط الأمور.. لكن واقعة اختفاء زوجه كاهن كنيسة مار جرجس بالمنيا ربما قابلها عدد من الأقباط بقدر من المبالغة، بينما وقف البعض الآخر قريباً من الاتزان، وفى نهاية المطاف هى سيدة شابة لم تتجاوز بعد الخامسة والعشرين من عمرها، من المحتمل أن تكون تعرضت لمكروه بدافع السرقة أو الاغتصاب... أو أياً كان السبب، وليس بالضرورة لكونها مسيحية، أو زوجة أحد رجال الكنيسة، فمن يسرق أو تدفعه شهوته للاغتصاب، أو الطمع فى الحصول على فدية لا يفرق بين مسيحى ومسلم، وإنما يرتكب فعلته لأغراض لا شأن لها بالبعد الطائفى.

أقدر جيداً مشاعر الأقباط الغاضبة، فاحتمال وجود أبعاد طائفية لحوادث الخطف أو الاغتصاب يظل قائماً، لكنه لا يمكن أن يكون الاحتمال الوحيد.. ولست من أنصار نظرية المؤامرة أو من مؤيدى الطرح الداعى لوجود أياد خارجية تحرك الجموع القبطية أو المسلمة فى حوادث الفتنة، وإنما أرى موروثاً من الشك المتبادل، خلفه التعامل مع الملف القبطى بمنظور أمنى فقط، كما أدرك جيداً أن بطء إجراءات التقاضى فى محاكمة مرتكبى مذبحة نجع حمادى ـ وقبلها الكثير من القضايا ـ أمر لا يمكن قبوله.

ربما تحمل واقعة اختفاء زوجة كاهن كنيسة مار جرجس بعداً طائفياً، وربما تكون مجرد حادث جنائىً، لكن فى كل الأحوال فإن الأزمة بين طرفى الوطن ليست فى حادث اختطاف أو اغتصاب، إنما مصدرها غياب الثقة والاعتماد على الحوار الرسمى، الذى دائما ما تشوبه المجاملات والنفاق، وكذلك سقوط كافة الانتماءات عدا الدين، فالمسلم لا يرى نفسه مسلماً مصرياً، وكذلك الأقباط.


موضوعات متعلقة..

استنفار قبطى بالمنيا بعد اختفاء زوجة كاهن كنيسة مارجرجس





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة