فى كتابه الصادر حديثا عن دار صفصافة "حوار الطظ" رصد الكاتب الصحفى سعيد شعيب عدة أخطاء وقع فيها الإخوان المسلمين، حيث يتتبع هذه الأخطاء بدءا من حوار المرشد العام السابق مهدى عاكف الشهير الذى أجراه شعيب معه عام 2005 بمناسبة الانتخابات البرلمانية، وفى ذلك الحوار قال عاكف سبته الشهيرة " طظ فى مصر وأبو مصر واللى فى مصر"، ومن مقدمة الكتاب يكشف شعيب ما أحاط بهذا الحوار من جدل، حيث رفضت جريدة الكرامة نشره كاملا.
ويذكر شعيب فى الكتاب أن أسباب تدخل حمدين صباحى بالحذف فى الحوار كانت مبنية على تحالفه مع جماعة الإخوان، من أجل الانتخابات، كذلك إخفاء عورات أية قوى معارضة حتى لو كانت ضد البلد.
يتكون الكتاب من 7 فصول، حمل أولها عنوان "أنا ومن بعدى الطوفان" وفيه نص حوار "الطظ" كاملا كما نشر فى جريدة روزاليوسف، وفى الفصل الثانى "فى أعقاب العاصفة" يعرض شعيب لمحاولات الإخوان المسلمين التأكيد على تحريف حواره مع المرشد، وتكذيبه، كما يتناول موجات الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين فى أعقاب سبه لمصر والمصريين، وفى الفصل الثالث الذى عنونه شعيب "غضب الإخوان ومناصريهم" يشير شعيب إلى أن جزءا كبيرا من الغضب والشتائم قد انصب عليه، رغم أنه الذى كشفه للرأى العام، فيقول شعيب: "كانت نيران الشتائم والتشكيك تنهال ضدى، وكأنى أنا الذى شتمت مصر وشعبها، فبدلا من محاسبة الجانى قرروا محاسبة من كشفه للرأى العام، كما يعرض فى هذا الفصل لنص حوار عاكف مع جمال عنايب فى برنامج على الهواء الذى دافع فيه عن نفسه وأنكر ما جاء فى حواره مع شعيب.
وتناول الكتاب عددا من شهادات كبار المثقفين والكتاب حول الحوار، فيقول المستشار مصطفى الطويل: "إن المرشد العام للإخوان المسلمين عندما قال "طظ فى مصر وأبو مصر واللى جابوا مصر"، فهو يسب نفسه وجماعته، لأنه جزء من هذا الشعب إلا لو برأ نفسه من مصريته، فى حين قال الكاتب الصحفى أكرم القصاص إننا لسنا متفرجين على مباراة فى السياسة بين الحزب الوطنى وجماعة الإخوان المسلمين، فالحزب الفاسد هو الذى فسد وأفسد ولم يعد صالحا للاستهلاك السياسى، وفى المقابل فإن انتقاد الإخوان ليس نوعا من الكفر الوطنى أو التجديف السياسى.
وأشار الكاتب الصحفى صلاح عيسى إلى أن تصريحات محمد مهدى عاكف، مرشد جماعة الإخوان، لم تدهشه مثل الكثيرين، وذلك لأن ما قاله عاكف ليس بجديد عما هو معروف عن موقف الإخوان وغيرها من الجماعات تجاه الوطنية والقومية، وهو موقف ينطلق من رؤية عبر عنها عاكف وهى أن المسلمين أمة واحدة وأنهم يد واحدة على من عاداهم، وبالتالى فلا محل للقول أن بلدا إسلاميا يحتل بلدا إسلاميا آخر "لأن مفيش حاجة اسمها مسلمين يحتلون مسلمين".
فيما أشار الكاتب محمد على إبراهيم، رئيس تحرير جريدة الجمهورية إلى أن كلمة "طظ" التى تلفظ بها المرشد فى حواره مع شعيب هى انعكاس لطريقة تفكير تيار كامل فى مصر له تمثيل نيابى فى مجلس الشعب بـ88 مقعدا.
وأكد إبراهيم على أن عاكف قال: "ما يجيش بصدره تجاه شعب مصر بمسلميها وأقباطها"، وقال فى مقاله المنشور بجريدة الجمهورية عام 2006 تحت عنوان: "لسانه ليس حصانه والمواطنة لا يعرفها": "الانطباع الذى أخذه المصريون عن الحاج مهدى أن لسانه ليس حصانه، وأنه وأى من جماعته إذا شاء القدر وتولوا أى قيادة سيقودون البلد إلى الجحيم، ثم يعتذرون بعد أن تقع الفأس فى الرأس ويقولون "زلة لسان" أو "هفوة".
فيما كتب الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة فى جريدة الجمهورية عن صعوبة تصديقه لما ورد فى الحوار على لسان عاكف، مؤكدا على أنه لا يشك فى أمانة الكاتب الصحفى سعيد شعيب وقال عكاشة: "طبعا مستحيل أن يتفوه المرشد العام للجماعة التى ناضل أعضاؤها ضد الإنجليز فى زمن الاحتلال دفاعا عن الوطن، ويؤكد عكاشة على أنه لا حل فى رأيه إلا أن يكون هذا الكلام أدخل على لسانه بواسطة إبليس ووسواسه الخناس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة