ربما كانت المرة الوحيدة التى جاءت الحوارات مع شلة المقهى الذى أجلس عليه بعيدة تماماً عن الأحداث الجارية سواء سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، ولكنها هذه المرة كانت مركزة تماماً حول كرة القدم فقط، نعم فالكرة دوماً تأخذ الشاغل الأكبر من أوقات المصريين، ولا أنكر أن أصدقائى أو شلة القهوة يملكون كل مهارات الكلام عن هذه اللعبة الشعبية الكبرى ولكن هذه المرة كنت حاضرا للجلسة التى استمرت أكثر من ساعتين وكانت كل الأسئلة تتمحور حول من يفوز بدرع الدورى الموسم القادم فالأهلاوية يريدون الاطمئنان بكلام منظم ومرتب ومنطقى لوجود بعض مشاعر الخوف الطبيعى الصحى الذى يشعرون به هذا الموسم نظراً لوجود حسام حسن وعصام الحضرى الآن على خريطة القلعة البيضاء، ولهذا فهذه المرة يرفضون الهزيمة أو v الانكسار ضد الزمالك المنافس التقليدى وأيضاً ضد ما يسمونهم الابن العاق سواء الحضرى أو العميد حسام حسن.. ولا أنكر أننى حاولت الهروب من هذا السؤال الصعب لإيمانى الشديد أن كرة القدم لا تخضع لمعايير أو مقاييس، ويقينى أننا لا نملك استراتيجيات أو خططا واضحة تجعلنا نبنى عليها مستقبلا ليس فى الرياضة فقط ولكن فى كل المجالات سواء كانت سياسية أو اقتصادية.. لأننى مازالت مصراً أن النظام المصرى رد فعل للأحداث وليس فاعلاً أو محركاً أو يملك «دفة» أو بوصلة تحريك الأحداث ولكن هناك الأهلى الذى وصفه الراحل العظيم المايسترو صالح سليم عندما قال إن الأهلى «أعور».. وسط عميان، ولذا فقلت إن الأهلى مازال يملك أدوات المحافظة على الانتصارات والفوز ليس لأنه يملك أفضل اللاعبين، ولكن لأنه الأميل إلى الاستقرار والهدوء والتنظيم أيضاً وملامح المسؤوليات واضحة، ولكن هناك أزمة وتخوفات أراها فى تحركات حسام البدرى وشريكه علاء ميهوب أثناء المباريات وهى حالات تشبه تصرفات الجماهير تماماً، ولذا فإذا استطاع البدرى أن يسيطر قليلاً على انفعالاته وينظم الحركة أو الوقوف لتوجيه فريقه مع علاء ميهوب فذلك سيكون الأصوب والأفضل.. وإذا استطاع أيضاً أن يخفض من المستوى الحموى للاعبين أثناء المباريات أو بمعنى أكثر وضوحاً إذا كانت مشاركة اللاعبين الكبار بالتناوب، فذلك أفضل كثيراً لأننا شاهدنا ولاحظنا أن متوسطات الأعمار الصغيرة انتصرت وقدمت شهادات ميلاد كروية جديدة فى كأس العالم وارجعوا إلى أسبانيا وهولندا وغانا الأفريقية أيضاً وحللوا لماذا تراجعت إيطاليا وفرنسا وخرجا من الدور الأول للبطولة وأزمة الأهلى تكمن أيضاً فى أن لاعبى وسط الملعب متشابهون فى أدائهم لحد كبير أو بمعنى آخر لا يملكون مهارات فردية تصنع الفارق الكبير فأداء حسام عاشور وأحمد حسن وشهاب الدين وأزعم أن الأهلى يحتاج إلى لاعب من عينة «سعيود الجزائرى» فى وسط الملعب وعموماً إذا استطاع الأهلى تصحيح بعض خطاياه فيمكنه الاستمرار على مقعد البطولة، أما الزمالك فهناك تحد كبير ربما يكون النقطة الفارقة فى الحياة التدريبية لمديره الفنى حسام حسن.. لأنه من وجهة نظرى لم يوضع فى اختبار حقيقى يرجح كفة نجاحه حتى الآن فالمرة التى قابل فيها الأهلى فى كأس مصر نال هزيمة ثقيلة، ولكن حتى نقيّم حسام حسن علينا أن ننتظر أداء فريقه بعد فترة الإعداد ونرى هل سيستطيع الاستمرار والتركيز وولادة طموحات جديدة ومستمرة تجعل فريقه فى المقدمة دائماً، أم أن الأزمات والمشكلات المفاجئة ستخرجه عن النص سريعاً ويسقط الزمالك وتسقط معه فكرة عصام الحضرى وتتفجر مشكلة عبدالواحد ويهرب الذين يتمسحون فى جلباب كرة القدم الآن وعلى رأسهم الثعلب الصغير حازم إمام وتصدق رؤية رؤوف جاسر نائب الرئيس الذى لا يتفاءل بكل الصفقات الزملكاوية ويظل وقتها الأهلى بطلاً للدورى ولكن اعذرونى فلست الأخطبوط «بول» الذى تكهن وجعل إسبانيا بطلة كأس العالم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة