يبدو أن لعنة مرتضى منصور التى أصابت الإعلامى أحمد شوبير أصبحت تطارد مقدمى البرامج الرياضية فى الفضائيات الرياضية، ففى سيناريو مشابه تقدم سمير زاهر ببلاغ للنائب العام ضد المذيع محمد شبانة، مذيع برنامج كورة أون لاين على قناة مودرن سبورت، يتهمه فيه بسبه وقذفه بعبارات وكلمات قال زاهر إن أهمها «نفسى ولو مرة واحدة يخرج زاهر بتصريح صحيح ولكن للأسف كل تصريحاته كاذبة»، الأمر الذى اعتبره زاهر هجوما عليه يستحق اللجوء إلى القضاء، وهكذا تحولت ظاهرة الاشتباكات على الهواء إلى ظاهرة بين المذيعين ومسؤولى الرياضة تنتهى فى ساحة القضاء، وأصبح الحكم الذى صدر بحق شوبير نموذجا وعبرة تهدد مستقبل مذيعى البرامج الرياضية بإلغاء برامجهم، والتهديد بغلق قنواتهم، كما حدث فى قضية شوبير الشهيرة.
الدكتور صفوت العالم، الأستاذ بكلية الإعلام، تحدث عن معايير السب والقذف قائلا: هناك عدة شروط فى ارتكاب السب والقذف، هى أنه إذا حدث اتصال تليفونى بين مذيع البرنامج والضيف،
هذا يحقق عنصر العلنية والعمومية، فإذا صدر أى توصيف أو كلمات أو عبارات تحط من شأنه فهذا يعتبر سبا، وإذا أسندت إليه واقعة تحمل فى طياتها سلوكا معيبا يقلل من شأنه فهذا يعتبر قذفا، وإذا حدث السب والقذف والتعرض لشخصية عامة أكثر من مرة فى أكثر من حلقة والاستعانة ببعض الوقائع الخاصة لهذه الشخصية، وهى بعيدة عن موضوع الحلقة، للحط من شأنها، فهنا يكون شبه تعمد وتربص، ومن الممكن أن يترتب عليه إلغاء البرنامج وعقوبات للقناة، مثلما حدث فى قضية أحمد شوبير، أما إذا حدث هذا لمرة واحدة فهنا يكون التقدير للقضاء، هل هناك شبه تعمد أم كان خلافا على قضية عامة وتطور للسب، وهذا التشريع موجود بقوانين العمل الإعلامى حتى قبل إطلاق الفضائيات.
سامح المنياوى، الخبير القانونى، أكد أنه من الصعب أن تتحول أحكام القضاء الإدارى ضد الفضائيات إلى ظاهرة تهدد بإلغاء البرامج وتوقيع عقوبات على القنوات، لأن أحكام القضاء الإدارى لا تخضع للقوانين، وإنما للمواءمة مع اللوائح التى تدير منظومة الإعلام،
أما بالنسبة لحكم المحكمة الإدارية ضد قناة الحياة فكان من الواضح موافقة قناة الحياة نفسها على الحكم، لأنه كان من السهل الطعن فى الحكم أو تقديم استشكال لإلغاء الحكم، أما فى حالة قناة مودرن فهناك عدة عوامل تحول دون صدور عقوبات من المحكمة الإدارية ضدها، أولا أن شبهة العمد والقصد فى القضية من الصعب إثباتها لأن ادعاء السب جاء على حلقة واحدة، وثانيا لأن عبارات شبانة أنه اتهم سمير زاهر بالكذب أو أنه يشبه حنفى فى فيلم ابن حميدو، أى محامى يستطيع تفنيد تهمة السب والقذف منها لأنها عبارات لا تحمل نية السب المسبقة، وأخيرا حتى إذا صدر حكم من المحكمة الإدارية ضد مودرن، فهناك إجراءات عديدة من الممكن أن تبطل الحكم أو تجمده أو تلغيه.