علماء وباحثو علوم الفضاء يؤكدون: الدولة غير مهتمة بإنشاء وكالة للفضاء.. والأمر بحاجة لقرار سياسى.. ومسئولو البحث العلمى دمروا برنامج الفضاء المصرى

أكد الدكتور محمد بهى الدين عرجون مدير برنامج الفضاء المصرى السابق فى تصريح خاص لليوم السابع أن الدولة لا تشعر بأهمية تطبيقات الفضاء ولا بأهمية إنشاء وكالة للفضاء مثل وكالة ناسا، قائلاً "عندما تهتم الدولة بالفضاء وبأهميته فى دفع البحث العلمى والتكنولوجى سوف تنشأ وقتها وكالة".

وأشار العرجون إلى أن هناك تباطؤ فى تفعيل برنامج الفضاء المصرى والنهوض به، بالإضافة إلى ضعف تمويله، مؤكداً على أن مصر قادرة على أن تكون دولة ناجحة فى الفضاء.

واستنكر عرجون، أن يدار برنامج الفضاء المصرى من خلال هيئة داخل وزارة الدولة للبحث العلمى، مطالباً أن يكون هناك استقلالية له من خلال إنشاء وكالة للفضاء تنسق بين أجهزة الفضاء ويدفعها إلى الأمام.

وحدد عرجون عاملين مهمين يقفان أمام إنشاء وكالة مصرية للفضاء، الأول هو عدم وجود إرادة سياسية لإنشائها، الذى يتطلب وجود قرار سياسى، أما العامل الثانى فهو عدم وجود الموارد المالية لبدء خطوات إنشاء هذه الوكالة، خاصة فى ظل وجود أولويات أخرى للدولة تأتى قبل البحث العلمى.

وأوضح عرجون، أن الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بأهمية برنامج الفضاء، لأن له قوته العلمية والسياسية، موضحاً أن العلماء المصريين يحاولون بكل جهدهم إقناع الدولة بأهمية الفضاء وتطبيقاته، بما يعود بالفوائد الاقتصادية والاجتماعية، مثل التخطيط للعشوائيات ودراسة التلوث وترشيد المياه ودراسة الزحف العمرانى على الأراضى الزراعية.

"لا يمكن لمصر عمل وكالة فضاء مثل ناسا، ولا نريد وكالة فضاء تكون مجرد لافتة على شقة"، كانت هذه كلمات الدكتور مسلم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربى لعلوم الفضاء والفلك، لليوم السابع مؤكداً على أن مصر لا يمكنها أن تصل إلى مستوى "ناسا" التى تصل ميزانيتها إلى نحو 30 مليار دولار سنوياً، وهو ما لا تستطيع مصر القيام به، أى ما يعادل خمس دخل مصر، موضحاً أن أمنيات مدير وكالة ناسا بأن تمتلك مصر وكالة فضاء مثل ناسا هو وهم من الخيال، قائلاً "هو فاكر إمكانيات مصر أد أيه؟".

وكشف شلتوت، أن برنامج الفضاء المصرى كان قوياً فى البداية وكان مقرراً له 400 مليون جنيه تم خفضها إلى رقم ضعيف جداً لا يتعدى نحو 5 ملايين جنيه، وأن البرنامج يعانى من تقاعس حالياً، وهو ليس من العلماء العاملين بالبرنامج إنما يأتى من تقاعس المسئول السياسى عن البحث العلمى مما جعل البرنامج فى حالة سيئة جداً.

وأشار شلتوت إلى أن إسرائيل تنفق ما يتراوح بين 2% إلى 3% من ميزانيتها على البحث العلمى مما جعلها متقدمة علمياً وتكنولوجياً.

وتمنى شلتوت أن يكون لمصر وكالة فضاء مثل الهند والصين، موضحاً أنه بالرغم من تعرض الهند للحروب مثلما تعرضت مصر، إلا أن برنامج الهند الفضائى لم يتأثر، وأرجع شلتوت سوء حالة برنامج الفضاء المصرى إلى عدم وجود خطة بحثية، بالإضافة لعدم وجود تمويل للبحث العلمى الذى أصبح لا يتعدى 6.% ، بينما يجب أن تكون ميزانية البحث العلمى فى مصر لا تقل عن 3%، موضحاً أن البحث العلمى فى الستينات كان أفضل من البحث العلمى حالياً.