من أكثر المصطلحات الشائع استخدامها فى المجتمع المصرى هو مصطلح "هيه جت عليّه".. تستطيع أن تقابل هذه الكلمة فى كل مكان وفى كثير من المواقف الحيايتة المختلفة، وغالباً ما يستخدم المواطنون هذا المصطلح لتبرير كسر القوانين الحكومية.. فعندما تدخل محطة المترو تجد الناس واقفة على الشريط الأصفر فى انتظار القطار، على الرغم من أن هذا الباب موضوع عليه علامة كبيرة تؤكد أن هذا الباب للنزول فقط، ناهيك عن الرسالة المسموعة فى المترو بأن هناك أبواباً للنزول وأخرى للصعود، إلا أن المواطن يتعمد الصعود من هذا الباب وعندما تسأله لماذا فعلت ذلك؟ يرد يقولك "هيه جت عليّه".. ولما تزل الشارع فى آمان الله، وكالعادة تلاقى الزحمة المقرفة فى الطرق بسبب العربيات والتكاتك "جمع توكتوك".. وتيجى تقول لأى واحد من السائقين "استنى انته شوية وخليه يعدى عشان الطريق يقولك "هيه جت عليّه".. ولما تقول لحد عاوزين نشارك فى التغيير وإصلاح المجتمع ونروح ننتخب "حتى لو عارفين ان صوتنا هيتزور" يرد يقولك "يعنى هيه جت عليّه".. إلخ.
الغريب فى الأمر أنه صار هناك اقتناع أو ثقافة سائدة لدى المواطنين اسمها ثقافة "هيه جت عليّه"، وكأن الناس فقدت قدرتها على التحرك وفقدت معها الإحساس بوجودها وأهميتها فى الحياة، والسبب الرئيسى فى ذلك فى وجهة نظرى المتواضعة هو السياسات الحكومية المتبعة باختلاف الرؤساء، حيث إن تلك السياسات عزلت المواطنين عن المشاركة فى الحياة العامة، وجعلتهم مهمومين دائماً بالبحث عن "لقمة العيش".. وعلى الرغم من اقتناع الحكومات بأن ما فعلوه هذا هو الأفضل للمجتمع – باعتبار أننا غير مؤهلين لممارسة الديمقراطية -، إلا أن هذا الأمر ينذر بعواقب وخيمة، حيث مع مزيد من الضغط على معيشة المواطنين، سيكون هناك احتمال كبير بوجود انفجار مجتمعى قد يهدم المجتمع من أساسه.
ليس فقط المواطنون هم من يستخدمون مصطلح "هيه جت عليه".. فأعضاء الحكومة أيضاً يستخدمونه، فعندما تحاول أن تسأل الوزير – لأنك لا تستطيع محاسبته باعتبار أنه لا يوجد قانون لمحاسبة الوزراء فى مصر- عن الأراضى التى استولى عليها بأثمان أقل من أثمانها الحقيقية يقولك "هيه جت عليّه".. ولما تسأل عضو مجلس شعب عن قرارات العلاج على نفقة الدولة اللى اتحصل عليها وباعها للمواطنين بأسعار خيالية يرد يقولك "هيه جت عليّه".. لذا أنا زهقت وقررت إنى أكتب لما لقيت ناس كتير بتكتب انطلاقاً من مبدأ واحد فقط هو مبدأ "هيه جت عليّه".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة