من الصعب أن نجد للمنتخبات التى سبق لها الفوز بكأس العالم مدربا من خارج حدود أوطانهم، ولعل النموذج الأبرز لذلك البرازيل وإيطاليا وألمانيا، إذ حققت اللقب وحده 12 مرة، بواقع خمس مرات لنجوم السامبا، وأربع للأزورى، وثلاث للمانشافت من أصل 18 فيما ذهب اللقب مرة واحدة لكل من إنجلترا وفرنسا ومرتين للأوروجواى، ومثلهما للأرجنتين.
وكان لكل منتخب من هؤلاء مدربه الوطنى، وفلسفته الخاصة فى اللعب، فالبرازيليون عرف عنهم الاعتماد على المهارات الفردية للاعبيهم والتركيز على الشق الهجومى وإحراز الأهداف، وكانوا دوما يرددون مقولتهم الشهيرة :«لو استقبلت شباكنا هدفا سنسجل أمامه ثلاثة»، إلى أن جاء كارلوس ألبرتو باريرا ليلقن لاعبى بلاده ثقافة تكتيكية تتسم بالواقعية، وعلمهم كيفية الموازنة بين الدفاع والهجوم فى مونديال أمريكا 94، ويعتمد البرازيليون هذه المرة على ذكاء المدرب الشاب كارلوس دونجا،47 عاما، الذى سبق له الفوز باللقب كلاعب تحت قيادة باريرا.. فيما يبقى اعتماد الألمان على أداء خططى صرف ومستوى من اللياقة البدنية يصعب لأحد غيرهم الوصول إليه، ولعل هذا هو السبب فى تلقيبهم بالماكينات.
أما الآخرون أو بمعنى أدق من يأتون للمشاركة فقط فإنهم غالبا ما يعتمدون على مدربين من خارج الحدود، لا سيما المنتخبات الأفريقية والآسيوية، والطريف أن تأهل مصر الأول للمونديال عام 1934 كان على يد مدرب أسكتلندى يدعى جيمس ماك راى، وبعد 36 عاما تأهلت المغرب لمونديال المكسيك 70 بمعرفة اليوجوسلافى بلاجوج فيدينيتش، وكان أول تأهل للسعودية تحت قيادة البرازيلى كندينيو عام 1994، ويبقى الفضل فى تحقيق كوريا الجنوبية لبرونزية 2002 منسوبا للهولندى جوزيف هيدنك، وستظل أسماء مثل عبدالمجيد شتالى ومحمود الجوهرى ورابح سعدان باقية فى الذاكرة أمدا طويلا لبلوغهم المونديال مع منتخبات بلادهم تونس ومصر والجزائر أعوام 1990، 1978، و2010.
بالنظر للمنتخبات الأفريقية المشاركة فى جنوب أفريقيا، يتضح أن الجزائر صاحبة الاستثناء الوحيد بإسناد القيادة الفنية لمدرب وطنى، فيما اعتمد الباقون على «الساحر الأبيض» كما يطلق الأفارقة على المدربين الأوروبيين، فالسويدى «جوران أريكسون» يتولى قيادة ساحل العاج، والبرازيلى «كارلوس ألبرتو باريرا» يقود جنوب أفريقيا، والصربى «ميلوفان راجيفاك» على رأس كتيبة غانا، والسويدى «لاجارباك» قائد لنيجيريا، والفرنسى «بول ليجوين» مدير فنى لأسود الكاميرون باتفاق تم بين الرئيس الكاميرونى بول بيا، ورئيس الوزراء الفرنسى فرانسوا فيون على أن تتحمل حكومة فيون الجزء الأكبر من راتب ليجوين كمنحة من حكومة باريس.
الإسبانى فينسينت ديل بوسكى،59 عاما، يعد واحدا من أشهر المدربين فى المونديال الحالى، وهو مسؤول عن منتخب بلاده منذ 2008 ووقع عليه اختيار اتحاد الكرة الإسبانى لعقلية الرجل التى تعرف طريق الانتصارات.
النجم الأسطورى دييجو أرماندو مارادونا، المدير الفنى لمنتخب الأرجنتين، تنطبق عليه مقولة «ليس شرطا كونك لاعبا جيدا أن تصبح مدربا جيدا»، فهو الذى قاد الأرجنتين وحيدا لإحراز لقب 86 بالمكسيك فى مونديال عرف باسمه، وتأهلت الأرجنتين على يديه بصعوبة بالغة لجنوب أفريقيا ونال هزيمة تاريخية فى التصفيات قوامها 6-1 على يد بوليفيا، ودائما ما تتهمه الصحافة الأرجنتينية بأنه من المدربين المتخبطين فنيا وخططيا.
وينتمى الفرنسى رايمون دومينيك، المدير الفنى للديوك الفرنسية، لنفس مدرسة العشوائية التكتيكية، وكان آخر الانتقادات الموجهة له من قبل النجم زين الدين زيدان الذى وصفه «بشخص يختار اللاعبين وليس مديرا فنيا»، وقال عنه اللاعب سيدنى جوفو:«نتدرب طوال فترة الإعداد على اللعب بطريقة معينة ثم يفاجئنا قبل المباراة بتغيير ما كان يلقنه لنا».
الإنجازات فى المونديال يحققها المدربون الوطنيون
الجمعة، 02 يوليو 2010 02:08 ص