كان الأسبوع الماضى حلقة فاصلة فى إضراب المحامين، خصوصاً فى النقابات الفرعية بالمحافظات، لما شهده من حالة انقسام، وعدم ثبات، بدأت تخترق صفوف المضربين، حتى أن البعض فعلياً فض إضرابه وأعلن عدم التزامه بقرار الاعتصام، ومن ثم العودة إلى العمل من جديد، مؤكدين عدم جدوى الإضراب، مرجعين السبب إلى تقدم زميليهما المحبوسين بطنطا باعتذار مكتوب لهيئة المحكمة، أثناء نظر الجلسة السابقة فى مجمع محاكم طنطا، فيما لا تزال الأغلبية متمسكة بالاعتصام والإضراب لحين إنهاء الأزمة تماماً.
القاهرة كانت أكبر المحافظات فى عدم الالتزام بالقرار، بعد أن ترافع أغلب المحامين أمام محاكم الجنايات والاستئناف حفاظاً على مصالح موكليهم، وأبدوا تخوفهم من صدور أحكام قضائية قد تكون نهائية وتعصف بهم، علاوة على احتمال تأجيل القضايا إلى أوقات طويلة فى وقت يقبلون فيه على الإجازة القضائية.
وفى المنيا استأنف المحامون العمل بمحكمة الجنايات، بعد إضراب دام فترة طويلة، وأكد المحامى مرزوق سعد أن محامى المنيا فضوا إضرابهم، وبدأوا العمل داخل المحكمة، قائلاً: «لا فرق بين المحامين والقضاء، والاثنان جناحا العدالة ولا بد من التلاقى فى نقطة العدالة».
الحال نفسه ينطبق على البحيرة، حيث أكد محمد بهنسى، عضو نقابة المحامين بالبحيرة، أن شباب المحامين سيقومون بعملهم بطريقة عادية، مشيراً إلى عدم وجود أى إضرابات عن العمل، أو امتناع عن حضور الجلسات، وأنهم سينظمون وقفة احتجاجية، أمام مجمع محاكم دمنهور، تضامناً مع المحبوسين.
وفى القليوبية وصلت الأزمة الأخيرة، بين القضاة والمحامين، إلى حد الموت، عندما أقدم لمحامٍى محمد إبراهيم محمود «57 سنة» على الانتحار لمروره بضائقة مالية، بسبب إضرابه وتوقفه عن العمل، فى وقت يعمل فيه على تجهيز ابنته للزواج، فقام بتعليق حبل بسقف حمام منزله وربطه فى رقبته وشنق نفسه.
وتبدو الإسكندرية متمسكة بالإضراب، حيث قرر محمد عبدالمطلب، القائم بأعمال نقيب المحامين بالإسكندرية، إيقاف محاميين عن العمل، وإحالتهما إلى النقابة العامة لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاههما، بعد مخالفتهما الإضراب الجماعى، وقيامهما بالمرافعة فى قضيتى مخدرات برأت فيهما هيئة المحكمة المتهمين.
وعلل المحاميان إبراهيم حسين على ومحمد محمد البهى ترافعهما، أمام الدائرتين الخامسة والاثنتى عشرة، لمصلحة المتهمين فى قضايا مخدرات بأن التأجيل لو تم فسيمتد لـ3 أشهر وأن الإجازات القضائية على الأبواب.
وفى بورسعيد علق بعض المحامين الإضراب وبدأوا فى العمل والمرافعة أمام محاكم الجنايات والاستئناف، وهذا ما أكده أحمد هانى قزامل، نقيب المحامين ببورسعيد، مضيفاً أنه يحاول مع المحامين الوصول إلى حل ودى لإرضاء الطرفين، ويرى أن الإضراب يضر بمصالح المحامين وموكليهم على حد سواء.
والتزمت أغلب المحافظات بمواصلة الاعتصام والإضراب عن العمل اليوم بمحاكم الجنايات، ومنهم محامو كفر الشيخ الذين أكدوا عدم تراجعهم عن مساندة زملائهم، والوقوف بجانبهم مهما كلفهم الأمر، لأن استمرار حبسهم يعد إهداراً لمكانة المحامين بمصر.