إبرام مقار يكتب: خالد وأبانوب.. الدين لله والموت للجميع

الجمعة، 02 يوليو 2010 06:47 م
إبرام مقار يكتب: خالد وأبانوب.. الدين لله والموت للجميع خالد سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ مذبحة نجع حمادى، والتى راح ضحيتها أبانوب ورفاقه ليلة عيد الميلاد وهم خارجون من كنيستهم وشرطى تصادف وجوده مكان الحادث، لم يأت شيئاً آخر يهزنا من الداخل، مثل ما حدث مع الشاب المصرى خالد سعيد، والذى نشر الإعلام المصرى الغير حكومى صوراً لجثته وهى كاملة التشوه من فرط الاعتداء عليه والضرب من قبل اثنين «مخبرين» من الأمن للاشتباه فيه كما ذكرت معظم الصحف المصرية.

وليخرج علينا بيان من وزارة الداخلية يقول إن المجنى عليه مشتبه فيه وإنه قاوم أثناء القبض عليه وكانت المفارقة الغريبة أن يقول البيان إن سبب الوفاة هو ابتلاع المخدارات فأصابه الاختناق، ومن حقنا أن نتساءل ما علاقة الاختناق بتكسير الرأس والجمجمة والتى شاهدها الجميع فى صور القتيل بعد الحادث.

ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فبعد الحادث وبعد الضغط الإعلامى بدأت المرحلة الثانية بعد تشويه الوجه إلى مرحلة تشويه السمعة فقالوا إن هذا الشاب ذو الوجه الملائكى هو تاجر مخدرات وبعد أيام قالوا إنه متهرب من الخدمة وثبت عكس ذلك وأن خالد أدى الخدمة العسكرية، واستمرارا فى حملة التشهير قالوا إنه له محضر سرقة من قبل والغريب أن الأمن يقبض على نشطاء تظاهروا أمام قسم الشرطة لفتح التحقيق فى مقتل الشاب خالد سعيد فلا حتى قتلوا القتيل ومشوا فى جنازته بل قبضوا على من مشوا فى جنازته.

للأسف أيام زمان قال مصطفى كامل لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا، والآن وبعد انقلاب العسكر فى 1952 ذلك الانقلاب والذى لم يطح بالملك بل أطاح بالدولة المصرية بأكملها، لسان حال أبانوب وخالد يقول: لو لم نكن مصريين لصارت لنا كرامة ولنلنا معاملة آدمية ومازلنا ننعم بالحياة.

أيام الاحتلال كنا نقول: الدين لله والوطن للجميع، أما الآن فالدين لله والموت للجميع، أبانوب ورفاقه قتلة غياب الأمن، وخالد ورفاقه قتلة حضور الأمن ولا أعلم هل لم يعد هناك أمن ولا أمان مع من وظيفتهم أن يحفظوا الأمن ولا هناك عدل فى دار العدالة.

نفس مشاعر الأسى انتابتنا، بصرف النظر عن الاختلاف فى المعتقد، لشباب لهم كل الحق والعيش فى أمن وأمان، إن كنا ندافع عن الأقباط وغيرهم من الأقليات المضطهدة فى مصر لأننا نثق أن الترحيب بالانتهاكات لمن يختلف معك فى العقيدة هو «وحش مفترس» سيأكلك بعد أن يأكله ونثق أن الجميع يدفع الثمن غنيا كان أم فقيراً مسلماً كان أم قبطياً، والجميع يدفع ثمن الترحيب سواء الخفى أو المعلن أو حتى الصمت على ما يحدث بحق المختلف معه، من يبدى سعادته من عدم اختيار الأقباط فى الوظائف الهامة أو من لاذ الصمت عن هذه التصرفات لا يحق له أن يشكو من اقتصار التعيينات على أولاد المسئولين وانتشار الواسطة والمحسوبية.. دماء أبانوب ورفاقه وخالد ورفاقه تصرخ إلى النظام ليخرج من قصره وألا يكتفى فقط بالمشاهدة وكأنه يشاهد فاصلا من مباريات مصارعة الثيران على الطريقة الأسبانية لكسر الملل وأن يعيد للمصرى كرامته وأمانه التى ضاعت بالداخل والخارج.

دماء أبانوب وخالد تصرخ للشرفاء من هذا الوطن لنبذ التطرف والبلطجة ونبذ التلوين بين قبطى ومسلم ومصرى ونوبى وغنى وفقير وأقلية وأغلبية، فالمجتمعات التى تحترم الأقلية بالطبع ستحترم الأغلبية وحقوق وحرية وعدل ورفاهية وصلاح ورخاء الأغلبية تبدأ من إعطاء هذه الحقوق للأقلية. كفى عداء ولا سبيل إلا التعايش، وها هى دماء أبانوب ورفاقه من ضحايا التطرف وبأيد مصرية ودماء خالد وغيره ممن سبقوه ممن قتلوا بأيد مصرية أيضا وها هى دماءهم تصرخ من الظلم فدافعوا عن الاثنين، فالهدف هو مصر ثم مصر ثم مصر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة