واصل قطار المونديال رحلته بصورة طبيعية ومنطقية إلى حد ما حتى الآن، باستثناء الخروج المبكر للديوك الفرنسية وإيطاليا حامل اللقب فى واحدة من أبرز مفاجآت كأس العالم 2010، ولكن المخيب للآمال هو فشل المنتخبات الأفريقية فى التعبير عن نفسها، حيث توالى خروجها فى شكل درامى، بعدما أهدروا كل الفرص التى أتيحت لهم، ولعل الخروج المبكر للأسود الكاميرونية يمثل مفاجأة بعض الشىء لأنه فريق جيد يضم لاعبين كبارا على رأسهم إيتو، ولكنهم ظهروا بشكل صادم للجميع بعكس كوت ديفوار التى قدمت أداء راقيا دفع البعض للذهاب بآمال أكثر من الواقع فى لقاء البرازيل والذى حسمه السامبا 3/1، ولو كان هناك بعض التوفيق لحقق الأفيال المفاجأة. أما منتخب نيجيريا فقد أصيب الفريق بخضة البداية من اللعب أمام الأرجنتين، ولم يحقق سوى تعادل كان بمثابة الهزيمة فى الجولة الثالثة أمام كوريا الجنوبية، وودع المونديال غير مأسوف عليه، بينما فريق الأولاد «جنوب أفريقيا» حقق المفاجأة الكبرى بالفوز الكبير على الديوك الفرنسية ليصطحبها للخروج من المونديال، وكان أداء البلد المنظم منطقياً فى ظل افتقاده النجوم.
وبات الأمل الوحيد معقودا على منتخب غانا الذى شرف القارة السمراء وكان ندا قويا للألمان فى المجموعة الرابعة، وتأهله لدور الـ16 كان إنجازاً فى حد ذاته.
إنجاز الجزائر
أما المنتخب الجزائرى فقد قدم المطلوب منه خلال مشاركته فى مونديال 2010، وكانت نتائجه طبيعية، وتتناسب مع قدرات وإمكانات اللاعبين والجهاز الفنى، ولا أبالغ إذا قلت إن منتخب الخضر قدم مستوى يفوق كثيرا القدرات الحقيقية للاعبيه، والتعادل مع إنجلترا كان إنجازاً بكل المقاييس، ولا أريد التجنى على رابح سعدان، المدير الفنى، لأنه قاد الفريق فى حدود الإمكانيات المتاحة، والخروج من الدور الأول كان متوقعا بنسبة 100 %، والذين يحملونه المسؤولية لايدركون أن كرة القدم باتت تعتمد على معطيات، والانتصارات لابد من توافر أدوات لتحقيقها، وأعتقد أن الجزائر فريق بلا أنياب ولا يضم لاعباً نجماً يستطيع قيادة الفريق، وهذا لا ينكر وجود لاعب أو اثنين جيدين.
فضيحة فرنسا
ولم يكن خروج منتخب فرنسا مبكراً من الدور الأول بمونديال 2010 سوى نتيجة منطقية للمشاكل التى أحاطت بالفريق قبل وأثناء البطولة، وأعتقد أن كل الأحداث والمشاكل كانت متراكمة قبل المونديال وانفجرت مع أول موقف صدام تم بين ريمون دومينيك، المدير الفنى، ولاعبه أنيلكا أدى لطرد الأخير من صفوف المنتخب، وما تبعه من تمرد لبقية اللاعبين ورفضهم المران، ولكن فى النهاية.. المحصلة المنطقية هى خروج الديوك الفرنسية التى تمتلك بعض النجوم المهرة، وكانت ضمن المرشحين بقوة للمنافسة على اللقب، لكن دومينيك ذبح الديوك عندما لم يصطحب معه كريم بنزيمة وسمير نصرى، وكل هذه الخطايا لا يمكن أن تجعل الديوك تصيح.
دور الـ16 والدخول فى الجد
لاشك أن التأهل لدور الـ16 يكون بداية الدخول فى الجد وبداية وضوح الرؤية بالنسبة للفرق التى تبحث عن المنافسة على اللقب، حيث إن دور الـ16 لا يفرز إلا الفرق الكبيرة وما يحدث فى مونديال 2010 هو ما يحدث فى كل مونديال الفرق الصغيرة تلعب فى دور الـ32 وتحدث بعض المفاجآت المثيرة مثلما حدث من سلوفينيا وسويسرا وصربيا وسلوفاكيا، فشاهدنا من سلوفينيا فى المجموعة الثالثة بفوزها على الجزائر وتعادلها مع أمريكا، وكذلك سويسرا التى فازت على إسبانيا فى المجموعة الثامنة، أو صربيا التى كسبت ألمانيا، وسلوفاكيا أطاحت بـ«الأزروى» بطل العالم.
عموما هذه المفاجآت لا تدوم ولا تستمر كثيرا، وعند الصعود لدور الـ16 تنتهى المفاجآت، والغلبة تكون للكبار الذين تبدأ انطلاقتهم ويظهرون بمستواهم الحقيقى، ويبرز دور النجوم فى ترجيح كفة فرقهم، وأعتقد أن ميسى وتيفيز سيكون لهما دور مع التانجو الأرجنتينى، وكاكا مع البرازيل، ورونى فى إنجلترا.
ولكن الشء المؤكد الذى لا جدال فيه هو أن دور الـ4 سيضم فرقا كبيرة مثل الأرجنتين وربما إنجلترا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة