على عكس توقعات الكثيرين مازال الدكتور محمد البرادعى يسير فى حملته لجمع التوقيعات من أجل فكرة التغيير المسيطرة عليه بشتى الوسائل، فالرجل يفاجئ الكثيرين بين حين وآخر بزيارة لمكان غير متوقع رغم أنه يعلن عنها قبل يومين أو أكثر من موعدها ولكنه يحتفظ لنفسه بمنطقية الترتيب، حيث اتضح أنه لا أحد يملى عليه جدولا بعينه يسير من خلاله فالرجل بدأ بفترة سكون قضاها بمنزله قصد بها أن يتشمم الأجواء ويعرف كيف تسير الرياح السياسية فى مصر، لينطلق بعدها فى زيارة لمسجد الحسين الذى يحمل قداسة روحية خاصة لدى المصريين، وتم تصويره وهو يمسك بالمصحف، ثم أتبعها بزيارة لمدينة الفيوم وكان فيها ما كان، ثم توجه بعد ذلك إلى منطقة مصر القديمة، ومن بعدها جاءت زيارته لمكتب الإرشاد والتى فسرها الجميع بأنه ميل عظيم تجاه الإخوان من الرجل الذى عاد إلى مصر ممتطيا جواد الليبرالية مناديا بدولة مدنية.
الزيارات السابقة حملت الكثير من التناقضات والتى بدت لأول وهلة عشوائية وغير متراتبة، إلا أن المشهدين الأخيرين للبرادعى أثبتا غير ذلك بل ونبها الكثيرين إلى أن الرجل لا يعمل ارتجالا، المشهد الأول كان زيارته لمؤسسة للأيتام بمصر الجديدة والمشهد الثانى كانت جلسته الهادئة فى مركب نيلى مع عدد من المرحلين من الكويت على خلفية انتمائهم للجمعية الوطنية للتغيير، وهذان اللقاءان الأخيران بدوا أكثر حرارة من اللقاءات السابقة وبدا الرجل بسيطا وهادئا.
البرادعى إذن خلافا لكل التوقعات يعمل ضمن متوالية مكانية وزمنية حدثية وصارمة ودقيقة لا تترك مكانا للصدفة، فزيارته للحسين كانت شعبوية بينما زيارته للفيوم كانت لقياس تفاعل الأقاليم مع دعوته، أما زيارته للإخوان فقد جاءت فى توقيت منطقى كان فيه الإخوان فى ذروة خلافهم مع النظام بسبب انتخابات الشورى واقتراب انتخابات الشعب، أما زيارته لمجمع الأديان بمصر القديمة فكانت بالأساس لزيارة المتحف القبطى والكنيسة المعلقة ليريح الأقباط القلقين من شبهة تحالفه مع الإخوان، بينما جاءت زيارته للإخوان ليقول لهم أن خروج الجماعة خالية الوفاض من انتخابات الشورى لا يعنى خروجها من المعادلة السياسية.
وبزيارته لمؤسسة الأيتام وجلوسه بينهم عرف البرادعى طريقا جديدا يأخذه إلى تزايد الشعبية، وهو فى مصر من أقصر الطرق وأيسرها، بل ولا نستبعد أن يصل الرجل إلى قمة هذا الطريق إذا هداه تفكيره إلى تدعيم صورته كرجل محب للخير، بزيارة مفاجئة لمستشفى سرطان الأطفال (57357) وهو المشروع الخيرى الأكثر شهرة والذى أيضا يعلن له المشاهير، فالبرادعى هنا ليس أقل ممن زاروه والتقطت لهم الصور بين الأطفال المرضى، الرجل يحتاج إلى هذه الخطوة بالفعل ليثبت للجميع أنه يعمل وفق منهج دقيق، ربما يكون تقليدا للنموذج الأمريكى فى الانتخابات الرئاسية، ولكن الرجل فى هذه المرة راعى اختلاف الظروف المصرية عن نظيرتها الأمريكية.
«البرادعى» يتجه للأعمال الخيرية من خلال زيارة الملاجئ لزيادة شعبيته
الجمعة، 02 يوليو 2010 02:08 ص
محمد البرادعى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة