حالة من الذهول والدهشة والرفض القاطع سيطرت على عدد كبير من الأدباء والمثقفين المصريين، فور سماعهم نبأ محاولة منع السيدة فيروز من الغناء فى لبنان.. مثقفو مصر وصفوا النبأ الذى نشرته العديد من الصحف على مواقعها الإلكترونية بأنه من عجائب الدنيا التى لم يتوقع أحد أن يسمعها ذات يوم، وقالوا منع فيروز من الغناء يمنعنا من "التنفس".
وتعود تفاصيل القضية إلى قيام كل من غدى وأسامة ومروان (ورثة منصور الرحبانى) بتقديم دعوى ضد فيروز وإدارة "كازينو لبنان" بسبب رفضهم إعادة تقديم مسرحية "يعيش يعيش"، التى تقوم ببطولتها فيروز على المسرح، مطالبين بضرورة منعها من تقديم 25 عملاً للراحل منصور الرحبانى إلا بعد الرجوع إليهم، من بينها مسرحيات "لولو"، و"موسم العز"، و"صح النوم"، وطالب ورثة منصور الرحبانى السيدة فيروز باستئذانهم أولاً قبل إقدامها على أداء تلك الأعمال، وبإعطائهم حقوقهم المادية من حق أدائها تلك الأعمال فى أى مكان تذهب إليه، وأرسلوا إنذارات قضائية بالفعل لإدارة الكازينو بهذا الأمر، كما أرسلوا إنذارات قضائية مشابهة إلى السيدة فيروز.
وتضامن بعض المثقفين المصريين مع الجمعيات العامة فى لبنان والتى ستقوم باعتصام سلمى يوم الجمعة المقبل الموافق الثالث والعشرين من الشهر الجارى ضد قرار منع فيروز من الغناء، ومن جانبه عبر الروائى الكبير خيرى شلبى عن استيائه الشديد لسماعه الخبر، وقال: لا يصح أن تكون الخلافات المادية حائلاً بين الرحبانية، لأن تراث الرحبانية ليس ملكًا لأحد بقدر ما هو ملك للعالم العربى، وعلينا أن نحترم هذا التراث، فهناك ما هو أهم من المادة لنتناحر ونختلف عليه، فالمنصورون "آل منصور" والعاصيون "آل عاصى الرحباني" وفيروز لم يتصوروا فى يوم من الأيام أن يكون الخلاف بينهم بسبب المادة، ولم يتخيل أحدهم أن يأتى مثل هذا اليوم.
وأبدى الروائى حمدى أبو جليل دهشته من الخبر ووصفه بأنه من عجائب الدنيا التى لم نسمع عن قدومها، وشكك فى الخبر وقال: يمكننى أن أتوقع أية خبر إلا هذا، وربما يكون الخبر "مفبركًا" لإحداث ضجة كبيرة أو "شو إعلامى" فلا يمكن تصور منع فيروز من الغناء بأى طريقة.
بينما اكتفت الكاتبة سلوى بكر بالدعاء قائلةً: "لا أسكت الله لكِ حساً يا فيروز، فصوتك يملأ الدنيا جمالاً وبهاءً، ونتمنى من الله أن يطيل فى عمرك".
وقال الناقد د.محمود الضبع: أرفض أن يكون هناك حجر على أحد من رموز الفن مهما كانت الدوافع، فما بالنا بأهم شخصية فى لبنان والعالم العربى وهى فيروز الصوت الباقى عبر الزمن فى أذهاننا، الذى عبر عن كافة القضايا العربية والوطنية وعن موقفنا ووعينا الثقافى العربى.وأضاف الضبع: "يجب علينا كمثقفين فى العالم العربى أن نعبر عن استنكارنا الشديد لمحاولة منع فيروز من الغناء".
من جانبه وصف الكاتب محمد أبو زيد محاولة منع فيروز من الغناء بالتعدى على تراثنا العربى، وقال: من المستحيلات أن تحاول أى جهة مهما كانت أن تمنع فيروز من الغناء، إلا إذا استطاعت أن تمنعنا أولاً من التنفس، وأضاف أبو زيد: فيروز جزء مهم وكبير فى تراثنا ولا يوجد بيت فى العالم العربى إلا ويسمع صوتها سواء أكان فى حزن أم فرح، وستبقى فيروز بداخلنا.