المتابع لحال القنوات الفضائية والإذاعات منذ فترة، سيجد أن شيئا من أهم ما يميزها هى تلك المسابقات ذات الأسئلة التافهة و الجوائز المادية الكبيرة والمغرية، فكل ما يجب عليك فعله فقط هو الاتصال برقم الهاتف الذى يظهر أمامك على الشاشة وتجيب على السؤال ذى الاختيارات الثلاثة، وإذا دققت قليلا فى الاختيارات ستجد أنهم قد اختاروا لك الاختيار الصحيح أيضا حتى لا تتعب نفسك فى البحث عن الإجابة ، بل إنه ــ ربما ــ فى بعض الأحيان ستجد السؤال ذا اختيار واحد فقط فى الإجابة!!
تجد نفسك تدخل فى حالة شعورية فريدة ، وتبدأ تحلم بالأشياء التى ستفعلها بالأموال الطائلة التى ستفوز بها ، وبالأماكن التى ستذهب اليها بالسيارة التى ستحصل عليها، هذا كله بمجرد إجابتك على سؤال من نوعية: كم عدد أصابع قدم الإنسان؟ أو ما هى عاصمة جمهورية مصر العربية؟ أما مسابقات الألغاز البوليسية مثل تلك التى يأتى فيها المفتش المشهور ذو البلطو الأصفر فهى لا تقل تفاهة وسطحية بل وسذاجة أيضا عن غيرها من المسابقات، فما هى الصعوبة التى تستدعى التفكير (مجرد التفكير) عن شخصية السارق إذا كان يظهر ــ أثناء استجوابه ــ حاملا للشئ المسروق فى يديه، أو واضعاً إياه فى ملابسه ..
المهم أن سعر الدقيقة جنيه ونصف الجنيه ، وسعر الرسالة يشابه ذلك تقريبا وفى بعض الأحيان يصل إلى خمسة جنيهات، وسواء كانت المسابقة لغزاً أو سؤالا فنيا أو علميا أو دينيا ستجد أنه من الواجب عليك أن تتصل أكثر من مرة كى تزيد من فرص فوزك فى المسابقة ، وفى بعض المسابقات يخبرك المعلق على الإعلان بأنك ستفوز بدون أى سحب، مما يعنى أن كل المتصلين سيفوزوا، لكن تتأتى فى النهاية .. وبعد خصم المبلغ المعلوم والمعتبر من رصيدك تجد أنك لم تكسب شيئا، وضاع عليك كل الوقت الذى قضيته تستمع إلى موسيقى وأغان تافهة .. مثلما ضاع حلمك فى الثراء الفاحش الذى كنت تنتظره من كل أعماقك .. ولا تجد سوى أن تقول: هذا ما جناه علىّ التليفزيون .. وما جنيت على أحد!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة