سارة نهل المصرى تكتب: نحن لا نقبل النقد

الأحد، 18 يوليو 2010 09:57 ص
سارة نهل المصرى تكتب: نحن لا نقبل النقد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المتعارف عليه فى جميع الثقافات أن النقد ما هو إلا نوع من أنواع النصح والتوجيه للأفضل.

ويُطلق عليه فى تلك الحالة نقداً بناءً لأنه يكون بمثابة ضوء للإرشاد
وأن هناك نوعا آخر من النقد نطلق عليه النقد السلبى، لأنه لا يقوم على أساس من الحق وفحواه الحقيقى لا يطلق عليه سوى "السفسطة".

ظاهرياً، أغلبنا لا يتقبل النقد بصدر رحب، خاصة وأننا حالياً فى عصر التشدق بالحريات بكافة أنواعها وتقبل الآخر برحابة مهما كانت الاختلافات ثانوية بيننا أو جوهرية، ومن هذا المنطلق لا يجوز أن نرفع مثل هذه الشعارات البراقة المثالية ثم لا نقبل النقد فى النهاية، إنها إذاً سخرية المفارقة.

وباطناً وفى العمق الخاص الذى لا يطلع عليه الآخرون فنحن لا نتقبل النقد حقيقة بل ادعاء، وذلك على المستويات كافة فردية كانت أو جماعية، فنجد غضاضة فى صدر المنُتقد تجاه الناقد حتى وإن كانت الابتسامة تعلو وجهه، ونجده فى اللاوعى يبحث عن فرصة مماثلة لينتقده بدوره.

كما يأخذ بعضنا هذا النقد على محمل الغيرة و"النفسنة"، و((إنه يغار منى لأننى أفضل منه فى هذا الشق))، ومن ثم يضعه فى "البلاك ليست".

ومنا كذلك من يضع النقد فى مرتبة الكراهية، وأحياناً– فى حال البلاد– عدم الولاء وربما يصل الأمر إلى حد الخيانة.

ولا ننكر هُنا أن النقد لو كان نابعاً من قلب محب ومخلص فى نقده ونصحه فسيحاول الناقد قدر المستطاع نقد الآخر فيما بينهما وبصفة خاصة.

لكن هناك فئة ما تتلذذ بالنقد أمام الآخرين وفى العموم إما استعراضاً للذات وإما تحقيراً للآخر وإما للاثنين معاً.

وربما يفعل ذلك البعض تلقائياً دون عمد، لأنهم يملكون ثقافة "النصيحة على الملأ فضيحة".

ولكن هناك نقدا لا يمكن إلا على الملأ، لأن الناقد لا يجد سبيلاً للانفراد بالمنتقد.

وقليلون من لديهم "فلتر الفصل" ويستطيعون التمييز بين من ينتقدهم حباً ومن ينتقدهم حقداً ويأخذون من نقد الحاقد ما يفيدهم ويتركون الهباء.

فأحياناً يصدق شىء من نقد الحاقد، لأنه يجلس بملقاط لعيوب وسلبيات الآخر فإذا وجد انتقد وإن لم يجد ادعى.

وكم من الرائع أن يصبح القليلون ((جميعاً)) ويصبح لدينا ذلك الفلتر ومن ثم نعمل على إصلاح ما ننتقد فيه شيئاً فشيئاً، وإن حاك فى صدورنا شىء من جهة الناقد فسيذوب تدريجياً أمام الانشغال بالإصلاح.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة