د. عبد الرازق سليمان يكتب: عنصرية مجتمع

الأحد، 18 يوليو 2010 03:01 م
 د. عبد الرازق سليمان يكتب: عنصرية مجتمع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المعروف أن بنية الفكر الصهيونى تعتمد فى الأصل على العنصرية والاستعلاء وبالتالى التفرقة والطائفية بين من هو يهودى وغير يهودى، ولكن هذه العنصرية تأصلت فى التفرقة بين اليهود أنفسهــم وأثرت تأثيرا مباشرا على بنية المجتمع الإسرائيلى بحيث أصبح مجتمعا تمارس فيه العنصرية بكل اشكالها وضد كل فئات المجتمع وخاصة ضد العرب الفلسطينيين من تمييز عنصرى واضطهاد شامل. فالمجتمع الإسرائيلى ينقسم إلى قسمين أساسيين، مجتمع يهودى تنتمى إليه كل طبقات وفئات اليهود الاجتماعية والإثنية والثقافات المختلفة طبقا لجذورها الأولى فى الشتات من شتى أنحاء العالم، ولا تزال هذه الثقافات سائدة بعاداتها وتقاليدها الأولى سواء الغربية أو الشرقية، ومجتمع عربى فلسطينى.

فعلى سبيل المثال يقول الأديب الإسرائيلى المعاصر (أهارون ميجد 1920 م) وهو مهاجر من بولندا 1926 م بأنه لا يزال يصنف بإسرائيل كبولندى، وهناك العديد من شخصياته الشتاتية ترفض المجتمع الإسرائيلى بمبدأ (أن اليهودى فى دولته الشتاتية هو يهودى فقط، إذا كان فى لندن فهو يهودى وفى روسيا أو أمريكا فهو يهودى وحتى فى بولندا ولكنه فى إسرائيل يصنف "يهودى بولندى.. وهكذا..)، وهناك مواقف عنصرية وتفرقة ملموسة بين يهود الشرق ويهود الغرب وخاصة فى تولى المناصب القيادية حيث تأتى نظرة يهود الغرب أو من هم من أصول غربية الى يهود الشرق أو من هم من أصول شرقية على أنهم أدنى ثقافة ومعرفة، وهناك عنصرية منهما معا ضد اليهود من أصول عربية، وهناك العنصرية ذات البعد الدينى والصراع بين الفرق والطوائف اليهودية المختلفة علاوة على الصراع بين العلمانيين والمتدينين.

وتنبع عنصرية المجتمع الإسرائيلى من ثلاثة روافد أساسية تعود للتوراة والتلمود والرافد الصهيونى والكتابات الصهيونية وأفكار زعمائها مثل كتاب "الدولة اليهودية" لتيودورهرتزل وكذا الأيديولوجيات والمذاهب الصهيونية المختلفة والرافد الثالث هو الحضارة الغربية ورؤية التعالى واحتلال الشعوب وقهرها، فقد بررت الصهيونية غزو فلسطين وطرد سكانها العرب برؤية وأسلوب النظريات الاستعمارية.

ويعكس هذه العنصرية ماورد فى أحدث استطلاع رأى أجراه معهد (ماجار موحوت) بجامعة تل أبيب بمناسبة يوم الشبيبة بإسرائيل 11 مارس 2010 (صحيفـة يديعـوت أحرونوت 12 مارس 2010 مقال تامار طرابلس حـداد)، (فقد تـم تطبيـق الاستطلاع على عينة من تلاميذ التعليم المتوسط بإسرائيل 536 طالبا)، وأشارت النتائج إلى ما يلى:

نسبة 17 % مـن تلاميذ المدارس الثانوية بإسرائيل لايرغبون فى وجود تلاميذ مـن الطائفة الأثيوبية لتشاركهم التعليم فى فصولهم.
نسبة 15 % لايرغبون فى الدراسة مع أبناء المهاجرين الروس.
نسبة 52 % يرون حرمان العرب (عرب 1948) من دخول الكنيست.
نسبة 46 % يرون عدم مساواة عرب إسرائيل (1948) باليهود فى الحقوق والامتيازات.
نسبة 43 % يرفضون أوامر الحكومة بإخلاء أى من المستوطنات لصالـح الفلسطينيين، هــذا بالنسبة للتلاميذ العاديين.
نسبة 81 % من التلاميذ المتدينين يرفضون أوامر الحكومة بإخلاء المستوطنات.
نسبة 27 % يرفضون الخدمة العسكرية بالخط الأخضر.
نسبة 29 % من التلاميذ العلمانيين يرفضون الخدمة بالمناطق.
نسبة 18 % بالنسبة للتلاميذ المتدينين
نسبة 9 % يرفضون الخدمة العسكرية بشكل عام.

وعليه فقد أفرز هذا الاستطلاع تنامى العنصرية لدى الشباب الإسرائيلى مواليد إسرائيل برفضهم قبول بنى جلدتهم الأثيوبيين والروس علاوة على عنصريتهم تجاه فلسطينى 1948 بالرغم من كونهم من دولة إسرائيل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة