مهندس على درويش يكتب: مصر المخطوفة

السبت، 17 يوليو 2010 11:29 ص
مهندس على درويش يكتب: مصر المخطوفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا، فحبى لمصر حبا فطريا رغم أننى لم أشاهد مباراة مصر والبرازيل فى كأس العالم للقارات، ولكننى هتفت لأوباما عندما تحدث عن مصر التى لم تعد تتحدث عن نفسها، وحبى لمصر لا يرجع لكونها أمى لأن نيلها هو دمى، ولكن لشىء وقر فى القلب ولم يصدقه العقل ولا الأذن التى تعشق قبل العين أحيانا.

وأنا لا ألتفت على الإطلاق لهؤلاء المغرضين الذين يشككون فى كل شىء ويخوضون فى عرض النيل فيتهمونه بالتلوث، رغم أن معظم أقاربى الذين ماتوا بالفشل الكلوى لم يصدقوهم وكانوا كثيرا ما يشربون من البحر عندما لا يجدون هذا الماء الملوث وأنا مواطن صالح اقرأ مقالات رؤساء تحرير الصحف القومية بانتظام وأشاهد البيت بيتك وأكثر!

واقرأ بانتظام برنامج الحزب وأتابع الجهد الذى تبذله الحكومة من أجل حصول كل مواطن على وصلة دش، ورغم حرصها الشديد على حرمان الموظف من العلاوة بمضاعفة الأسعار ومن المعاش بنهب أموال التأمينات على سبيل الاستثمار أو الاستئثار.

فإنها تحرص كل الحرص على أن يحصل المواطن على نصيبه من القمح الفاسد، فلكل مواطن نصيبه من القمح المسرطن مدرك ذلك لا محالة، وكم أنتشى عندما أسمع أغنية "متقولش إيه إدتنا مصر" فمصر أعطتنا الكثير وليس ذنبها أن الدعم لم يصل لمستحقيه وإنما وصل لمستحليه، وليس ذنبها أنك تقاعست عن طلب الحصانة وتريد الآن الحصول على قطعة أرض لأولادك بعد نفاذ الكمية، أو تريد الحصول على وظيفة رغم أنك غير لائق اجتماعيا، ومعلوم أن الهندسة الوراثية دخلت فى كل شىء حتى فى الوظائف والآن لا تهم الكفاءات، المهم المحسوبيات.

وقد مضى عصر الثورة ونحن الآن فى عصر الثروة وعصر الرشوة وفى الزمن الذى يقال فيه للرجل ما أعقله وما أظرفه وما أجلده وما فى قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان أو من أمانة، أحب مصر التى خلدها القرآن ووصى بأهلها النبى، صلى الله عليه وسلم، أحب مصر التى قال عنها يحيى بن معين إمام المحدثين: "رأيت بمصر ثلاث عجائب: النيل، والأهرام، وسعيد بن عفير " وهو الإمام الحافظ أبو عثمان المصرى، مصر التى أنجبت أشجع القادة وأعظم العلماء، مصر أم الأبطال والشهداء، مصر أم المجموعة 39، مصر إبراهيم الرفاعى وأحمد حمدى وأحمد عبد العزيز وعبد العاطى صائد الدبابات وغيرهم ممن قدموا أرواحهم للدفاع عن دينهم وأرضهم ولم يدر بخلد أحدهم أن هذه الأرض التى ارتوت بدمائهم سوف تمنح رخيصة لمن لا يستحق وسيذهب خيرها لعدو طالما ناصبوه العداء من خلال اتفاقيات مشبوهة، أحب مصر المخطوفة والتى ينتظرها أبناؤها بفارغ الصبر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة