مع كل الإحباطات التى تواجهنا من وزراء ومسئولين متخصصين فى الفشل فى شتى المناحى من تعليم وصحة واقتصاد وتخطيط وخارجية وإعلام وإسكان وزراعة وبحث علمى و..و .. نرى على الجانب الآخر علماء لم يأخذوا فرصة واحدة ومفكرين تم تجاهلهم وإبعادهم عن الميدان بسبب أرائهم السياسية وأساتذة يشار إليهم فى الخارج بالبنان، ويطلبونهم بالاسم، ومع ذلك فهنا يتم القضاء على سيرتهم بالتجاهل فلا ترى إلا السائر فى مواكب النفاق.. فمن منا لا يعرف د. محمود عمارة الخبير فى الزراعة، فكم قال وكتب وصاح وصرخ لإصلاح الزراعة، وتصدير المنتجات مع خبرة ودراية بكل ما فى العالم، وقدم حلولا أبسط وأعمق لأغلب مشاكلنا التى تصنعها البيروقراطية وأيادى المسئولين.
من منا لا يعرف د. فاروق الباز ومشروعه الذى قدمه من أجل ربط الصحراء بالوادى.. من منا لا يعرف د. محمد غنيم رائد زراعة الكلى ونموذجه الذى يحتذى فى الطب وإدارة المستشفيات واحترام البسطاء.. أين هى عماره الفقراء التى قدمها د. حسن فتحى.. أين الإعلامى القدير حمدى قنديل بما له من خبرة وشأن ومصداقية وسط هذا الهراء الإعلامى المخجل.. أين المفكر طارق حجى فى هذا الزحام؟ أين هو الجويلى الآن ؟ أين هم العباقرة والأفذاذ على الساحة ليقدموا عن حب وبتواضع ما عندهم من خبرة وعلوم وفكر وحلول، مع أنهم معنا ورهن إشارة لخدمة مصر التى تحتاج إليهم بشدة.. لماذا يتم استبعادهم والتضييق عليهم ومحاصراتهم، ووصل الأمر بقطع أرزاقهم أيضا.
عندما أرى تلك النماذج بين الحين والحين على قنوات خاصة من مبادرات شخصية لمذيعين جادين لاستبيان الحقائق والدروس من هؤلاء القمم تنتابنى الحسرة على ما نحن فيه.. فأتقن أن الفقر المفتعل الذى نحيا فيه بيد مسئولين يجهلون ويتجاهلون الأقدر والأحسن منهم فى شتى الميادين لتظل مصرنا فقيرة بهم فى كل شى لنغرق بأكاذيبهم التى لا تنتهى وضحالتهم التى لا ولن تتغير وعصاهم الغليظة وسجونهم المفتوحة، ومع ذلك تتصدر صورهم ولقاءاتهم شتى المطبوعات والقنوات الحكومية بلا حياء، وكأنهم قد وضعوا مصر فى مصاف الدول الكبرى هكذا بلا خجل فيذكرونى بحكمة مشهورة تقول: "عادة ما تجعل وقاحة الأقوياء المرء عاجزاً عن الكلام فعلا!".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة