إذا أردت أن تكون مذيعا "مقدم برامج" ناجحا ومحبوبا خاصة فى القنوات الدينية لا يكفى أن تتميز بالتواضع مع الضيوف والمتصلين من عامة الناس وأن تكون على اطلاع واسع وصاحب ثقافة عالية ومظهر عام جميل، حسن الكلام، واضح مخارج الحروف وصوت جميل مسموع.
بل لكى تكون مذيعا مشهورا ومعروفا ومحبوبا، فعليك أن تطلق لحيتك لتحاور كبار العلماء المشهورين.
فما أحكيه الآن قد يكون من وجهة نظرك شيئا غريبا وآخر شىء عادى، وثالث أمر لابد تحقيقه، إلا أننا فى النهاية نتفق على وجود واقعة لابد أن نتوقف عندها للحظات، لكونها قد تكون ظاهرة جديدة يقدر من خلالها البعض إذا كنت مسلما أم لا إذا كنت مؤمنا أم لا.
القصة بدأت فى الساعة الثانية عشرة ليلا، يوم الخميس الماضى وبالتحديد فى برنامج مجالس الرحمة بقناة نسائم الرحمة، أثناء استضافة المذيع ملهم العيسوى مقدم البرنامج الداعية الشاب عصام حمدى فى حلقة يتحدثون فيها عن مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم فى قلوب الشباب.
فجأة وبدون مقدمات تلقى المشاهدون مثلما تلقى المذيع اتصالا من أحد المشاهدين يفجر من خلالها مفاجأة غير سارة للمذيع وضيف الحلقة قائلا متسائلا، كيف تتحدث عن حب الشباب للرسول ومكانته وأنت حالق لحيتك، طبعا استغربت كما استغرب، ولكن لم يتوقف الأمر، بل طالب المتصل، المذيع بضرورة إطلاق اللحية قبل التحدث عن الرسول ومكانته.
وهنا رغم رد المذيع والداعية بأنه لا شرط فى الإسلام أن تتحدث عن الرسول وحبه ومكانته فى قلوب الشباب أن تكون صاحب لحية، إلا أن الموقف أبرز لنا مشهدا أنه لكى تتحدث عن الرسول والإسلام أن تكون صاحب لحية وخاصة ولو كنت مذيعا وعلى الأخص لو كان البرنامج على قناة فضائية دينية.
ومع اتصال فتاة أخرى بالبرنامج لتؤكد أن اللحية واجبة وأن المسلمين لن ينتصروا ولن تعود فلسطين إلا إذا قام المسلمون بتربية لحاهم، زاد الأمر حدة ليزداد معها القول بأن هناك توجها ما أو فكرا ما يسيطر على مثل هؤلاء ليسوا لأنهم يطالبون بفرضية اللحية ووجوبها شرعا، بل لمطالبتهم المذيع وغيره بإطلاق لحيته أولا ثم التحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
نعم قد يتفق معى كثير ويختلف كثير ولكن يبقى سؤال أنتظر إجابة له هل أصبحت اللحية شرطا للحديث والدعوة عن الرسول "صلى الله عليه وسلم" للمسلمين وغير المسلمين، إذا كانت الإجابة نعم ، فإنه نعم يتفق هؤلاء مع بعض العلماء والشيوخ المشاهير الذين يرفضون الظهور إعلاميا مع مقدمى البرامج والمذيعين أصحاب البشرة الملساء "بعد الحلاقة"، ليسوا لكونهم أشخاصا غير فاقهين فى الدين ولكن لكونهم غير مربين للحى، وهذا كلام وتوجه جديد، أما إذا كانت الإجابة لا فأكمل لى باقى المقال.
علام عبد الغفار يكتب: حتى تكون مذيعا محبوبا.. إطلاق اللحية هو الحل
السبت، 17 يوليو 2010 01:00 م