قال الداعية الإسلامى د.عمر عبد الكافى لا يوجد حكم باسم الدين فى الإسلام، موضحًا أن مفهوم الحاكمية فى الإسلام هو أن يتصف الحاكم بالنزاهة والنباهة، وأن يحكم الناس بما يتفق مع منطق كتاب الله وسنة رسوله وليس باسم الإسلام، مؤكدًا على أنه لا يوجد فصل بين الدين والسياسية.
وأوضح عبد الكافى خلال لقائه مع الإعلامية ريما صالحه مساء أمس فى البرنامج الأسبوعى "صناعة الموت" على قناة العربية الإخبارية، أنه لا يجوز إطلاق صفة الكفر إلا على ثلاثة أشخاص فقط، أولها من قال أنا كافر، وثانيًا من ينكر شيئًا معلومًا من الدين بالضرورة مثل إنكار الصلاة والصيام والحج وغيرها، وثالثًا مثلما جاء فى حديث رسول الله "صلى الله عليه وسلم" من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما"، وعلينا أن نسأل من يطلق الكفر عليه غيره هل تطابقت له شروط الكفر مما سبق ليحكم على غيره بالكفر؟
وأضاف عبد الكافى لدينا حكمة تقول "حاكم ظلوم خيرٌ من فتنةٍ قد تدوم وكلاهما شر وفى الشر خير"، موضحًا: فبدلاً من أن نطلق دعوات التكفير على أولياء الأمور مثلاً ونتسبب فى إثارة الفتن، فلندعو لهم بالهداية ونتوجه له بالنصح وإن لم يتقبل النصيحة فلنصبر، نريد أن نؤمن وضع الدولة المسلمة بدلاً من أن ننشئ حالة من التصارع.
وقال عبد الكافى من الضرورى تطبيع العلاقات بين الحكام والجماعات الإسلامية، وأن يقوم بهذا الدور الأجلاء من علمائنا، وأن يربى أبناؤنا على تقبل الآخر، وللأسف لدينا مشايخ يدخلون المساجد يوزعون الجنة والنار على عباد الله، فينظر الشيخ إلى هذا فيجد ثوبه طويلا فيحكم بأن صلاته غير مقبولة، وهذا غير ملتح فيحكم عليه بالفسق، وللأسف فإن غالبية المشايخ لديهم دور فى إفراز التعصب الدينى فى المجتمعات.
وأضاف عبد الكافى: نريد أن نوسع المجال للعلماء الربانيين الداعين للوسطية ولا نترك المجال لكل من يتشدد، مؤكدًا أن الفقه الإسلامى عاش بين شدّة ابن عمر ورقّة ابن عباس فابن عمر كان لديه حرص شديد فى الدين "زيادة"، فكان يزاحم بين الناس لتقبيل الحجر الأسود، وابن عباس كان يكتفى بأن يشير إلى الحجر بيده من بعيد، وكلاهما رضى الله عنه، ولم نر ابن عباس يقول "هذا رأى تافه" ولم يقل ابن عمر "هذا رجل متسيب"، وأكد عبد الكافى: الرأى المختلف فيه لا يصير حكمًا لنأخذ به.
وقال عبد الكافى ردًا على سؤال الإعلامية ريما صالحة عن الجهاد ومتى يجب الجهاد: لا يشن الجهاد إلا إذا اعتدى معتد على أرض ومقدسات المسلمين، ولا يشن الجهاد إلا بأمر من ولى الأمر.
وأوضح عبد الكافى قائلاً: لدينا ثلاث طوائف ترى فى الجهاد رؤى مختلفة، الطائفة الأولى تقول بأنه يجب أن نشن الجهاد على كل من لا يقول لا إله إلا الله، وهذه الطائفة لم يأت بها الإسلام لا فى كتاب الله ولا أحاديث رسوله "صلى الله عليه وسلم" وإنما هى طائفة عاطفية جياشة ولا تعرف الإسلام لا من قريب أو من بعيد، ولدينا طائفة ثانية على النقيض تقول بأن الجهاد انتهى إلى جهاد النفس فقط، وطائفة ثالثة وسطية فترى أنه إذا احتلت الأرض وانتهكت المقدسات وجب الجهاد، كيف نقتل من لا يعتدى على أرضنا ولا يتعدى على بلد مسلم، الجهاد لا يجب أن يعلن إلا بالتعدى على أرض المسلمين والمقدسات.
وقال عبد الكافى أريد من المسلمين الآن أن تكون لهم أخلاق أبو جهل، وليس حبًا فى أبا جهل، ولكن أبو جهل كان رئيس الفرقة والتى كانت مكلفة باغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم فى بداية الهجرة، وعندما خرج محمد ووصل إلى المدينة، عاتبت قريش أبو جهل وقالت له: يا أبا جهل أتترك محمدًا يخرج من داره ويلحق بصاحبه ويذهب إلى يثرب، فلم لم تكسر عليه بابه وتأخذه من فراشه، فرد أبو جهل: وتقول العرب هتك عمرو بن هشام "أبو جهل" حرمة بيت محمد وروع بناته، وللأسف أصبحنا نتعامل بمبدأ "إن كنت معى فأنت قديس، وإن كنت ضدى فأنت إبليس".