حمدى رسلان يكتب: الحزب الوطنى الأرستقراطى

السبت، 17 يوليو 2010 09:40 م
حمدى رسلان يكتب: الحزب الوطنى الأرستقراطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو سيرنا على نهج امتحانات الثانوية العامة، وحاولنا أن نفسر معنى مفردات جملة؛ الحزب الوطنى الديمقراطى.

فسنجد كلمة حزب/ تعنى مجموعة من الناس متفقين على شىء ومجتمعين عليه، وكلمة وطنى/ تعنى الانتماء لتراب هذا الوطن والتفانى فى خدمته، أما كلمة ديمقراطى/ فتعنى الحرية والنزاهة والشفافية.

وكل هذا لا ينطبق على أفعال الحزب الوطنى الحالى أو سياسته، فقد تخلى عن صفاته وأصبحت مجرد كلمات بدون معنى، أصبحت مجرد أسماء له وليست صفات يتحلى بها.

لأنه أصبح مغلقاً على مجموعة من المستفيدين من هذا البلد، يتكلمون عن واقع غير واقعنا، ويتفاخرون بإنجازات وهمية حدثت فى خيالهم فقط ولم تحدث على أرض الواقع.

سفينة الحزب الوطنى المتهالكة تبحر فى محيط من الأمواج الهائجة والعواصف الشديدة، وكادت أن تغرق ونغرق معها جميعاً، ومع ذلك مصرّيين على التجديف ضد التيار وضد رغبة كافة المصريين.

يرفضون الاعتراف بالهزيمة ويلونون الحقائق بالألوان التى يحبونها فقط، حتى أصبحت البلد مقطّعة الأوصال، كل فئة تحارب الأخرى، وزادت معدلات الجريمة والانتحار، وانتشر اليأس فى نفوس جميع المصريين.

ومع كل هذا ما زالوا مستمرين ومتحدين إرادة شعب بأكمله، لقد هبطت شعبية الحزب الوطنى من السماء إلى الأرض، ومع ذلك ما زال أعضاؤه ينجحون فى كافة الانتخابات التى يدخلونها باكتساح!! لأن طرقهم كثيرة ومكرهم لا ينتهى، وحبهم للسلطة جم.

قل الانتماء بل تلاشى داخل نفوس الشباب الصغير الذى لم يجد أمامه مثالاً يحتذى بهِ، أو مستقبل جيد فى انتظاره، وأصبح الانتماء مقصوراً فقط على مباراة كرة قدم لمنتخبنا نصفق ونهلل عندما يفوز أو نحزن ونبكى عندما ينهزم.

معظم الشباب يفكرون فى الهجرة غير الشرعية حتى أصبحت حلمهم الرئيسى وأملهم فى تلك الحياة، فهم يهربون بذلك من جحيم إلى آخر، فالموت غرقاً أرحم من الموت براً على أرض مستعبدة.

إن الحزب الوطنى الديمقراطى يجب أن يتغير اسمه للحزب الوطنى الأرستقراطى، لأنه أصبح لا يخدم إلا الطبقة العليا من هذا الشعب وقضايا الفساد داخل أروقته تشهد على ذلك.

كيف يصبح هذا الحزب حزب الأغلبية، وكل استطلاعات الرأى النزيهة التى تجرى تؤكد انهيار شعبيته بين المصريين، وكرههم له ولكامل سياسته.

لقد أصبحنا فى وادٍ وهو فى وادٍ آخر، أو بمعنى أصح فى برج عالى عن الواقع والحقيقة المرة التى نعيشها، خسرنا بفضل سياساته كرامتنا وهيبتنا ومكانتنا بين جيراننا، وتخلينا عن دورنا وتاريخنا بكل سهولة.

ماذا تريدون أكثر مما فعلتم بهذا الوطن المبتلى على مر الزمان بمن ينهب ثرواته ومقدراته ويستعبد مواطنيه المقيدين بذل لقمة العيش والخوف والجبن.

احذروا من لحظة انفجار الكبت داخل نفوس المصريين، فيومها سينفلت الزمام، وتعم الفوضى، وسيظهر المارد الحقيقى المختفى داخل جسد كل مصرى مقهور.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة