تشجيع المبدعين، والارتقاء باللغة العربية، وإعداد اختبارات كفاءة وقياس لمدرسى اللغة العربية فى المدارس والجامعات، كانت أهم التوصيات التى أسفرت عنها الاجتماعات التحضيرية للقمة الثقافية العربية والتى عقدتها "مؤسسة الفكر العربى" الأسبوع الماضى، والتى اختتمت فعالياتها فى بيروت، وشارك فيها عدد من المفكرين والمثقفين ومؤسسات ثقافية رسمية وجمعيات أهلية ثقافية واتحاد الكتاب والأدباء العرب، وأعضاء مجامع لغوية عربية ومعاهد للترجمة.
وكانت مؤسسة الفكر العربى برئاسة صاحب السمو الملكى الأمير خالد الفيصل قد بدأت هذا اللقاء فى بيروت يوم 13 يوليو الماضى، واستمرت الاجتماعات حتى نهاية الأسبوع الماضى، وتشكلت 8 لجان لبحث أهم التوصيات المقترحة والتى أسفرت عن عدة اقتراحات مقسمة فى 8 مجالات هى إنقاذ اللغة العربية، وحماية التراث، ودعم الإبداع وحماية الملكية الفكرية، وإعلاء القيم الإنسانية وحوار الثقافات، ودعم المحتوى الرقمى العربى على شبكة الإنترنت، والسوق الثقافية العربية، ودعم حركة الترجمة.
ففى مجال إنقاذ اللغة العربية أوصت "مؤسسة الفكر العربى" بوضع الخطط الكفيلة بتشخيص أوضاع اللغة العربية وتحديد أسباب مشكلاتها، ونقاط الضعف التى تعانى منها، وتخصيص ملف للغة العربية فى التقرير السنوى الذى تعده مؤسسة الفكر العربى، وتفعيل المواد المتعلقة باللغة العربية فى الدساتير أو النظم الأساسية للحكم العربية، التى تنص على أن اللغة العربية الفصحى هى اللغة الرسمية للبلدان العربية، وإصدار تشريعات تحمى اللغة العربية وتعزز مكانتها فى جميع المجالات، وإقرار سياسة لغوية واضحة لدعمها على الصعيدين الرسمى والشعبى.
كما دعت "مؤسسة الفكر العربى" وزراء العمل والمال والاقتصاد والتجارة إلى إبرام الاتفاقيات والعقود والمعاملات التجارية باللغة العربية، واعتماد معرفة العربية الفصحى معيارا رئيسيا من معايير التوظيف.
وفى مجال حماية التراث دعت "الفكر العربى" لتأسيس مركز عربى لصيانة التراث وحمايته بهدف رصد وحصر أشكال التراث المادى وغير المادى، وكذلك إنشاء قاعدة بيانات إليكترونية باللغة العربية واللغات الرئيسية المتداولة فى المنظمات الدولية.
وفى مجال دعم الإبداع وحماية الملكية الفكرية، أوصت "الفكر العربى" بضرورة تحديث القوانين التى ترعى انتشار الثقافة وحماية حقوق المبدع ماليا وفكريا، وأخلاقيا، ومكافحة السطو المنتشر بتشكيل لجنة قانونية لصياغة قواعد تحمى المبدع أو المنتج الفكرى، وكذلك تشكيل لجنة لتلقى الشكاوى على المستوى العربى، وإنشاء هيئة تحكيم عربية تنظر بسرعة فى النزاعات المتعلقة بانتهاكات الملكية الفكرية.
كما دعت "الفكر العربى" لتشكيل هيئة عربية خاصة بتنمية ثقافة الطفل العربى، فى مجال رعاية ثقافة الطفل والشباب، وأوصت بتأسيس مراكز بحوث علمية خاصة بالنتاج المعرفى والفنى الموجه للطفل.
وأوصت "الفكر العربى" بإنشاء مؤسسة لتدريب الشباب على الحوار وجدوى القيم انطلاقا من اعتبار أن الحفاظ على القيم مسئولية أساسية من مسئوليات الدول العربية، وأشارت المؤسسة إلى ضرورة التعاون بين المؤسسات الدينية والمؤسسات المدنية من أجل تعزيز القيم المدنية والدينية.
وفيما يتعلق بدعم المحتوى الرقمى العربى على الإنترنت ركزت مؤسسة الفكر العربى فى توصياتها للقمة الثقافية العربية بأهمية عدم وضع أى قيود محلية أو دولية تؤثر على حرية تداول المعلومات والبيانات والآراء على الإنترنت، وأهمية الحفاظ على الذاكرة العربية الرقمية عن طريق أرشفة المخزون العربى الرقمى وتوثيقه.
ودعت مؤسسة الفكر العربى إلى إنشاء سوق ثقافية عربية من خلال تنفيذ القرارات الخاصة بالاتفاقيات الثقافية العربية، وزيادة الموارد المخصصة للثقافة فى كل قطر عربى، وإنشاء صندوق للتنمية الثقافية يدعم الإنتاج الثقافى ويشجع على الاستثمار فى الصناعات والخدمات الثقافية، وإنشاء مصارف عربية متخصصة تدعم هذا الاستثمار، وكذلك تأسيس شركات عربية للتوزيع.
وفى ثامن فروع الاقتراحات المقدمة من قبل "الفكر العربى" لجامعة الدول العربية والذى دعا إلى دعم حركة الترجمة وترشيدها، اقترحت "الفكر العربى" تأسيس هيئة عربية للترجمة والنشر، مرتبطة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تمثل فيها كل الدول العربية وأهم مراكز الترجمة والمؤسسات الأكاديمية ودور النشر العربية، ونخبة من الخبراء المختصين، وتوكل إليها مهمة الإشراف على ترجمة أهم الأعمال الإنسانية من العربية وإليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة