◄◄ اتهامات للجماعة بإقصاء القوى الأخرى والانفصال فى جمع التوقيعات والتحكم فى المؤتمرات واتخاذ الحركة كسترة واقية من الحكومة
◄◄ العريان يعترف بغياب ثقافة العمل الجبهوى.. ونافعة يكشف أن تفعيل الإخوان لمشاركتهم جاء بعد إلحاح من الجمعية
تطورات درامية شهدتها الجمعية الوطنية للتغيير فى الأسبوع الأخير، طرحت تساؤلات عن مصير الجمعية، واتهامات للإخوان المسلمين بالسعى للسيطرة على الجمعية واحتوائها لتعبر عنهم فقط، وتكون جدار وقاية لهم من بطش النظام أو اتهامات المعارضة لهم بالفردية وعدم التعاون مع الآخر.
وذلك بعد إعلان المرشد العام للجماعة د. محمد بديع عن تدشين موقع خاص بالجماعة لجمع التوقيعات، بجانب التفريق فى أنشطة الجماعة ومنع عصام سلطان أحد قياديى حزب الوسط من حضور مؤتمر للجمعية بالمنصورة، وهو ما اعتبره المراقبون تكراراً لسيناريوهات سابقة مع الجبهة الوطنية للتغيير برئاسة د. عزيز صدقى أو التحالف الوطنى أو الحملة المصرية لدعم العراق وفلسطين، والتى ظل الإخوان خارجها وبمجرد أن دخلوا إليها سرعان ما هيمنوا عليها وانهارت.
الجماعة والجمعية أصبحتا أمام أزمة عدم تحديد هدف واضح لجمع التوقيعات، خاصة أن بعض المطالب يصعب طرحها فى غياب مجلس الشعب ومنها تعديلات الدستور والمواد 76 و77 و88، وتمكين المصريين فى الخارج من التصويت والتى تحتاج تغييراً تشريعياً، وبما أن البرلمان لن يجتمع قبل منتصف نوفمبر تبقى معلقة كما يصعب الحكم على أداء الجمعية.
الجماعة تواجه اتهامات بأنها حولت الجمعية ومؤتمراتها بالمحافظات مثل الإسكندرية وطنطا والمنصورة وأسيوط إلى واجهة لتنفيذ توجهاتها، واعتبر آخرون أن الإخوان لديهم دائماً شعور «الغرور العددى» وأن تواجدهم فى الجمعية بهدف الاستعداد للانتخابات البرلمانية القادمة، وأنهم غير قادرين على أن يكونوا جزءاً من الحركة الوطنية.
هذا السؤال هو الذى سيطرحه أبوالعلا ماضى وكيل مؤسسى حزب الوسط وأحد المشاركين بالجمعية فى اجتماعات الجمعية بعد غد، مشيراً إلى أن سوابق هيمنة الإخوان على أى عمل جماعى تعنى تفكيكه، فقد بدأت الجمعية الوطنية والإخوان خارجها ثم ترددوا فى المشاركة ثم سعوا للهيمنة عليها، بينما الجمعية كانت تجمعا عابرا للأيديولوجيات والكيانات السياسية الخاصة، واختزالها فى فصيل يعنى موتها.
الدكتور سعد الكتاتنى رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان وممثل الجماعة فى اللجنة التنسيقية للجمعية أكد أن المواقف الأخيرة وخاصة موقف عصام سلطان عضو الوسط وحديثه عن منعه سيكون محل نقاش فى اجتماع اللجنة بعد غد الخميس، معتبراً أن التصرفات الفردية التى تؤثر على عمل الجمعية وما تأسست على أساسه غير مقبولة الآن، مشيراً إلى أنهم دائماً فى اجتماعات الجمعية يناقشون الخطوة التالية بناء على مقترحات المشاركين وليس بناء على فرض رؤية من أحد. ومن ضمن المقترحات للمرحلة المقبلة -كما يقول الكتاتنى- التقدم بالتوقيعات لرئيس الجمهورية أو لمجلس الشعب للضغط من أجل تفعيل المطالب السبعة، نافيا أن تكون الجمعية أوالتوقيعات تستهدف الانتخابات البرلمانية، باعتبار أن التغيير سيمتد لما بعد الانتخابات، كما أن أصحاب التوقيعات ليسوا هم من سيقومون بالتغيير لكنها محاولة للضغط على أصحاب القرار.
جورج إسحاق عضو الجمعية أكد أن اتفاقهم الدائم فى أنشطة الجمعية هى الهتافات الموحدة والتنسيق المشترك دون شعارات خاصة بالإخوان أو غيرهم، معتبرا أنهم يدركون أن الوقت لا يسمح بالتشرذم أو التفرق.
د.جمال حشمت عضو مجلس شورى الإخوان يعتبر أن ترديد الحديث عن الهيمنة يأتى من فريق لا يملك إلا أن يتحدث دائماً عن التخوين والتشكيك والانشقاقات، موضحاً أن الإخوان لم يشاركوا من بداية عمل الجمعية، لكنهم تركوا الفرصة للجميع فى التحرك، لكن مشاركتهم وتفعيل التحرك الفترة الأخيرة كان باعتبارهم جزءا من القوى الوطنية المشاركة بعد أن بدأ يظهر أن التغيير مطلب شعبى وأثبتت التوقيعات أن الحزب الوطنى ليس المعبر ولا المتحدث باسم الشعب، موضحا أن التوقيعات هدفها مبدئيا كسر حاجز الخوف لدى المواطنين وإثبات أن هناك تيارا شعبيا من المواطنين العاديين الذين يدفعون دائما فاتورة السياسات الحالية يرغبون فى التغيير.
ضياء رشوان الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية ونائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية كشف أن عنوان بيان الإخوان «معاً سنغير» مختلف كلياً عن عنوان البيان المنشور عبر موقع «الجمعية الوطنية للتغيير»، بيان الدكتور البرادعى، مما يعنى حسب رشوان أن الإخوان فصلوا بين تحركاتهم والبرادعى واعتبروه جزءاً من المطالبين بالتغيير وليس الكل، مشيرا إلى أن الإخوان أرادوا بهذا الموقف أن يوقفوا أى حديث عن دعمهم للبرادعى أو تأييدهم له بشكل منفرد ليكون الأمر تأييدا للتغيير والعمل من أجله، كما أنهم فصلوا بين البرادعى والجمعية الوطنية للتغيير ليؤكدوا أن مطالب البرادعى هى مطالب لكل القوى ورؤية لكل الناس.
فالأمر تحد للإخوان كما يقول رشوان وإن كان المأزق الحقيقى الآن هو أن الجماعة إما أن تثبت حقاً قدرتها على الحشد وإثبات أنها الرقم الرئيسى والقوى الأساسية فى الشارع، وإما أن تعلن عن جميع الأسماء التى وقعت حتى تعطى ثقة للموقعين والراغبين فى التوقيع، رشوان وصف الجماعة بأنها تريد «إمساك العصا من المنتصف» ففى حالة الفشل فى جمع أكبر عدد ممكن سيكون الآخرون الذين تضعهم الجماعة فى صدر الصفحة الأولى كشركاء جزءا من تحمل النتائج والتوقيعات لا تخص الإخوان فقط.
د. عصام العريان المتحدث باسم الجماعة ذكر أن الجمعية الآن فى غاية التألق، ومؤتمر المنصورة خير شاهد بالآلاف التى حضرته وبالأمن الذى أراد إفشاله ومنعه وبالمنصة التى كانت تعبر عن التماسك بين توجهات مختلفة تعمل وفق هدف واحد، موضحاً أن مشاركة الإخوان جزء من التفاعل مع أجندة العمل الوطنى التى لا تعرف ولا تسمح بأى معنى للإقصاء أو العمل الفردى، مشيراً إلى أن الجمعية لا يتم إدارتها داخل حجرات مغلقة بل لها نشاط على الأرض وفى محافظات مختلفة.
ويعترف العريان بأن أزمة العمل السياسى فى مصر هى ضعف ثقافة العمل الجبهوى، بسبب قيود النظام والمواجهات الأمنية التى تقيد الحركة، موضحا أن هناك محاولات لبعث روح اليأس والإحباط خاصة بعد أن ظهرت بوادر نجاح وتأثير وانتشار الجمعية الوطنية، مضيفا أن النجاح لن يتم إلا بأن يتنازل الجميع عن خلافاتهم أو ذواتهم، نافيا أن يكون بينهم وبين الوسط أى خلاف فى المبادئ، مؤكدا ترحيبهم بالوسط وقبولهم للعمل معهم فى أى وقت تحت راية التنسيق واحترام الآخر ولا يكون فيه مكان للخروج بشتائم أو اتهامات للآخر.
ولكن لماذا انفصل الإخوان فى موقع خاص للتوقيعات بعيدا عن باقى القوى وبعيداً عن موقع الجمعية الأساسى إلا رغبة فى إظهار القوة، هنا ينفى العريان أن يكون موقع الجماعة منفصلاً باعتبار أن هناك من لا يدخل على موقع الجمعية ويتابع مواقع الجماعة فتم تسهيل الأمر عليه بموقع مرتبط مباشرة بجميع المواقع، بجانب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة