قال الناقد د.حسام عقل، إن الدراسة التى قدمها د. عماد عبد اللطيف فى كتابه "لماذا يصفق المصريون"؟ دراسة غير مسبوقة فى التحليل من قبل، مضيفًا: للأسف لدى غالبية الباحثين تخوف من الاقتراب من شخصية الحكام بشكل عام وتحليل خطاباتهم السياسية بشكل خاص وانتقادهم، وهذا ما أكدت على هذه الدراسة، والتى تعد طباعتها خطوة جادة فى مجال البحث الأكاديمى.
جاء ذلك خلال الجلسة النقدية التى عقدت مساء أمس، الخميس، بنادى دار العلوم بالتوفيقية، لمناقشة كتاب "لماذا يصفق المصريون"؟ للناقد د.عماد عبد اللطيف، وناقشه كل من د.عزة شبل مُدرس علم اللغة بكلية الآداب جامعة القاهرة، ود.حسام عقل مدرس النقد بكلية التربية جامعة عين شمس، وأدار الجلسة الشاعر والناقد أحمد حسن، وشهدت الجلسة حضورًا كبيرًا من الإعلامى والمثقفين.
وأضاف عقل: من اللافت للانتباه أن الدراسة التى أعدها عبد اللطيف واستغرقت 238 صفحة من القطع المتوسط تؤكد لنا فى النهاية على أن التصفيق فى مصر "تصفيق مجانى".
وأوضح عقل قائلاً: إن ما يؤخذ على دراسة ولا يؤثر فيها، هو القفز من نظرية إلى أخرى، وعدم إتمامها، العناوين المطولة، والتى يجب أن تكون قليلة، فالأصل فى عناوين البحث العلمى القصر لجمع شتات الدلالات، وأيضًا لم أر أو أسمع أن إحدى جداتى كانت تصفق فى الموت، مما يجعلنا بحاجة إلى مراجعة الأطلس الفلكلورى نعرف مدى مصداقية ما أتى به عبد اللطيف.
من جانبه، قال د.عماد عبد اللطيف: إن كل سلوك يقوم به الإنسان يستدعى منَّا كباحثين أن نقدم له تحليلاً منطقيًا، ولذا وجدت نفسى أسأل: ما الذى يحرك الجماهير ويدفع بهم للتصفيق فى الخطابات السياسية أو الكروية؟، وما الذى يجعلها تستحسن الاستجابات بالتصفيق؟، وما الذى يجعل التصفيق الظاهرة الأكثر شيوعًا فى العالم مقارنةً بالهتافات؟.
وأوضح عبد اللطيف، "أى مصدر وجدت فيه إشارة للتصفيق حاولت لجمع شتات دلالاته لتأريخ هذه الدراسة، وبهدف أن يكون لدينا تأريخ لظاهرة التصفيق، وعلى سبيل المثال فهناك دراسة عن التصفيق فى الكنائس، يحفز فيها الوعاظ المصليين على التصفيق"، مضيفًا: ولذا فإننى أهدف من خلال دراستى التحول الذى طرأ على التصفيق فى الأغانى العربية، فمثلاً يحدث التصفيق فى حفلات أم كلثوم فى مواقع وتوقيتات محددة، أما الآن فالتصفيق جزء من الرقص والذى أسميه "مؤازرة" ولا يجد أحد المغنين حرجًا فى أن يطلب من الجمهور أن يصفقوا ويلجأ للمقارنة بين تصفيق الفتيات والشباب.
وأشارت د.عزة شبل إلى التركيز الواضح فى غلاف الكتاب على فئة عمرية واحدة من الشباب وغياب الرجل بمختلف أعمارهم والمرأة، كما أن هناك تجاهلا عن تأثير الإعلام والدور الحيوى الذى يلعبه فى التأثير على الجمهور ودفعه إلى التصفيق، كما أوضحت للباحث فى إشارته للتصفيق لأم كلثوم أن طبيعة المكان تفرض نفسها وقواعدها مقارنة بالحفلات الخارجية المفتوحة.
وقال الناقد أحمد حسن إنه استشعر فى كثير من الأحيان أن لدى عماد عبد اللطيف وسواسًا قهريًا من فكرة القهر والتى تقترب من حالة "الفوبيا"، الأمر الذى دفعه إلى أن يعتبر تصفيق الفلاح لاستدعاء زوجته لإحضار الطعام (ص 46 من الكتاب) يعد عنصرًا من العناصر الموظفة التى تضاف إلى سلسلة القهر الطويلة فى المجتمع المصرى، بالرغم من أن الأمر قد يبدو أكثر بساطة ولا يعدو أكثر من كونه نمطا من أنماط الأعراف الاجتماعية المنتشرة فى الريف المصرى، وقد أرجع هذه الظاهرة إلى إخلاص الباحث واستغراقه فى دراسته ورغبته فى توسيع مجالاتها.