مثقفون: رحيل العمرى خسارة كبيرة للثقافة المصرية

الجمعة، 16 يوليو 2010 12:53 م
مثقفون: رحيل العمرى خسارة كبيرة للثقافة المصرية الروائى محمد عبد السلام العمرى
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استقبل مثقفو ومبدعو مصر نبأ وفاة الروائى محمد عبد السلام العمرى، بمزيد من الأسى والحزن، حيث تنوعت شهادات عدد من المثقفين والشعراء عنه، فصور البعض رحيل العمرى بمثابة فقدان رمز فى المشهد الإبداعى المصرى، فى حين رأى البعض الآخر أن العمرى عاش وحيدا دائم الشعور بالقهر والظلم عليه، وأنه تم تجاهله إعلامياً ونقدياً.

وقال القاص سعيد الكفراوى، إنه التقى العمرى فى أواخر فترة الستينيات ثم غادر الأخير إلى السعودية وعمل بها لفترة وعاد ليبدأ مشروعه الأدبى الذى ركز فيه على المتغيرات التى تمر بها المجتمعات العربية والتحول المفاجئ من البداوة إلى المعاصرة والتعمير الكامل، ونجح العمرى أن يلتقط من هذا المناخ ثمرة عمله الروائى وقدم نفسه كصاحب رؤية خاصة.

وأضاف الكفراوى: العمرى كان أحد المهمومين بالتواجد وحركة الإعلام وتكوين الصداقات، وأظن أن عيبه الوحيد أنه كان ودوداً وكريماً فى مجتمع لا يقدر ذلك، ورأيته مؤخرا فى عزاء الشاعر الراحل محمد عفيفى مطر وقد هزل وانكسرت روحه وأصبح عازفا عن الكتابة، وبدا وكأنه لا يريد أن يغادر العزاء ويتركنى أنا وإبراهيم أصلان، وكأنها آخر اللحظات التى سيرانا فيها.

وتابع: أظن كثيراً أن عزرائيل يبحث عنى وعندما يريد أن يقبض روحى يخطأ فيقبض روح أحد أصدقائى مثل عفيفى مطر أو أسامة أنور عكاشة ووليد منير وفاروق عبد القادر وأخيرا نصر حامد أبو زيد، وأعتقد أن الموت يقترب منى فى الأيام القادمة.

واتفق معه الشاعر شعبان يوسف قائلا إن رحيل العمرى بمثابة خسارة كبيرة فى الثقافة المصرية، فهو يعد من أكثر الكتاب المتخصصين فى كتابة رواية الهجرة وأكثر من كتب عن غربة المصريين فى البلاد العربية نظرا لطبيعة عمله بها لفترة طويلة كمهندس معمارى.

وأضاف يوسف: العمرى كثيرا ما اقتحم عوالم جريئة فى إبداعه مثل قصته "بعد صلاة الجمعة" والتى كانت تتناول تاريخ حكم الإعدام فى البلاد العربية، وتعرضت القصة لهجوم الشيخ محمد الغزالى آنذاك، بالإضافة لروايته "الجميلات" التى ناقشت قضايا المرأة والحب والجنس بشكل جرىء، والتى تعرضت أيضا لمزيد من الانتقادات فور نشرها عام 2002، وكل هذه الأجواء ساعدت فى شعوره بالقهر والظلم، ومن وجهة نظرى أرى أن العمرى كان إنساناً دمث الخلق ومحترماً، ومن أول المنضمين لصفوف المثقفين إذا وقع لأحد فيهم أى مكروه.

فيما أشار الشاعر يسرى حسان، أحد الأصدقاء المقربين للعمرى، إلى أن الراحل كانت له تجربة مميزة فى الرواية المصرية وتم تجاهله نقديا وإعلاميا بسبب غيابه عن المشهد الثقافى المصرى حيث عاش فترة طويلة فى بلاد الخليج.

وأضاف حسان أن العمرى كان حاداً فى نقده للثقافة والمجتمعات العربية، وكان دائم الشعور بالقلق منذ أن تعرضت قصته "بعد صلاة الجمعة" للهجوم الحاد، مما أدى لشعوره بالمطاردة، وتجلى هذا فى كتاباته الأخيرة، وقال "بالرغم من ذلك لا نستطيع أن ننكر أن الراحل كان روائيا موهوباً صاحب تجربة مميزة فى الأدب المصرى، وفقدنا روائياً سعى لترسيخ تجربته الأدبية، ووضع نفسه فى مكانة متقدمة بين كتاب الرواية، وربما يساعدنا رحيله على استعادته من جديد والتعرف عليه من خلال أعماله.

وأكد حسان أن الراحل لم يمت بسبب متاعب فى القلب ولكن بسبب القهر الذى تم ممارسته عليه، فكان لديه إحساس دائم بأن الجميع متربصون به ويطاردونه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة