انسلخت مصر من تجربة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، والتى انتهت لصالح الولايات المتحدة فى عام 1991 بإعلان الاتحاد السوفيتى الاستسلام وتربع الأولى على عرش العالم، كقوى عظمى، حيث عاشت مصر ظروف الحرب التقليدية قبل ثورة عام "1952" فى محاولة للتخلص من الاستعمار.
ولكنها بعد الثورة أصبحت بشكل اقتصادى، حيث الصراع من أجل إعادة توزيع الثروة طبقا لمبادئ الثورة المعلنة إلى أن جاء العدوان الثلاثى عام 1956، وتم الرجوع إلى سياسة الحرب التقليدية، والتى سويت لصالح الطرف المصرى تمهيدا للدخول إلى حرب 1967 وحدوث انتكاسة مصرية أدت إلى صحوة إستراتيجية رغبة فى الانتقام وتحرير الأرض المسلوبة حتى قامت حرب الاستنزاف، وبدأت المناوشات من حين لآخر، حتى تم الوصول إلى محطة السادس من أكتوبر عام "1973" ليتم الإعلان عن انتصار مجيد ضحى من أجله الشرفاء بأرواحهم ودمائهم من أجل رفعة الوطن وارتفاع مكانته فى وسط النظام العالمى الجديد، واستمر الحال على ما هو عليه فى إطار حرب غير تقليدية تارة وحرب إغوائية تارة أخرى حتى عام 2005 .
ومع إعلان عام 2005 انفجرت ثورة البركان الشعبى لتتطاير شرارات الرأى العام فى وجه النظام الحالى، وفاحت رائحة الديمقراطية للحظة واحدة وخطت أقدام المعارضة والإخوان المسلمين على استحياء نحو المشاركة فى البرلمان والدخول لساحة صنع القرار ليتم الإعلان عن حرب باردة دارت رحاها بين الحكومة من جهة والمعارضة والإخوان من جهة أخرى.
وتحققت الغلبة لقوى الإخوان المسلمين بدخول 88 شخصا إلى ساحة العمل النيابى، وفى إطار سعيهم الدءوب نحو التخلص من الفساد والدخول لتغيير معترك الحياة السياسية، إذا بهم يحاطون بصندوق أسود محدد بخيوط العناكب السامة التى تقتل كل من يعلن عن نفسه فى محاولة للخروج من الواقع المظلم لتنتهى الحرب الباردة فى عام 2007، وقيام النظام باغتيال كل المحاولات للمشاركة فى التعبير عن رؤى التغييروأى محاولة من شأنها النهوض بمستوى الأداء السياسى.
وفى الوقت ما بين عامى 2007 و2009 شهدت ساحة العمل السياسى فى مصر سكونا وبياتا شتويا ليختبئ كل شخص فى معزله، فى الوقت الذى لا يعلو فيه أى صوت سوى صوت الحكومة الذى يدوى بصوت مخيف ليسمع كل من يريد الانتفاضة أنه سيلقى حتفه حال التفوه بكلمة حق واحدة، ويبقى الوضع على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء إلى الله، حيث أصبح القضاء شكليا، وأصبحت القوى الرئاسية هى العليا، ولكن ما من قوة تعلو على الله، فالكل ينتظر حتى عام 2011، ويحاول أن يشتم نسائم التغيير فى وقتنا الحالى بعدما بدأت معادلة الانحدار السياسى المتحيزة لصالح النظام الحاكم تنقلب رأسا على عقب من جراء تعقيبات الرأى العام المحلى والعالمى على تدهور الوضع السياسى والحقوقى فى مصر، ومازال الجميع ينتظر انتخابات الرئاسة عام 2011 ليرى ماتفرزه صناديق الاختراع- أقصد الاقتراع.
هل سيكون بناء على طلب الجماهير؟ أم سيكون لهبا من بركان خامد، فهل نشهد حربا باردة مصرية أخرى؟ أم أنها ستنتهى كمثيلتها فى عام 1991؟.
وأعتقد أن 2011 ستشهد حربا باردة مصرية جديدة إذا ما سارت الأمور بالشكل المطلوب حسب المواثيق الدولية وقواعد الديمقراطية البائدة فى خوالى الزمن الماضى، أما إذا سارت الأمور خلاف ذلك، فليس أمامنا سوى الدعاء والتضرع إلى الله لينزل ملائكة من السماء ليقوموا بنشر العدل والديمقراطية فى أرجاء مصر المحروسة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة