عشرة ملايين حتة واحدة!

يعجبنى ويثيرنى الحضور الدائم لمحافظ القليوبية فى وسائل الإعلام، فهو يعرف كيف ومتى يظهر ويبدو أن للرجل حاشية إعلامية يعرف كيف يوظفها وقتما يشاء.. ولكن المحافظ، الذى تعانى محافظته من سوء الخدمات وقد أشرنا إلى ذلك غير مرة، لا يريد من الإعلام أن يتعامل معه كمحافظ بل كمفكر سياسى له كلمة وموقف!! وهذا ما يثير أعصابى ويكفى التعليقات التى نشرها اليوم السابع تعليقا على تصريحه أن المواطن يكلف الدولة 10 ملايين جنيه من ولادته حتى مماته!

فهذه التعليقات تبشر بالخير وتوحى بأن القراء الأفاضل ليسوا أقل ذكاءً من المحافظ المتطلع دائما إلى مكانة أفضل مما يعتقد أنه عليها الآن.
المحافظ يتحدث عن كلفة المواطن على الدولة ولا أعرف شخصيا من أين جاء بهذا الرقم الكبير، بل الضخم جدا إلى درجة أن أحد القراء قال معلقا ( أعطنى مليونا وأموت نفسى).. فالمحافظ مثله مثل كثيرين فى الطبقة السياسية يستخدمون لغة المنِّ والأذى، فهو لا يرى للمواطن أى إسهام إيجابى إلا فى (زيادة النسل) ولا يرى محافظا لمحافظة كان بها أكبر مدينة صناعية فى بر مصر فائدة ولا نفعا ولا مردودا إلا الإنجاب، وهو بذلك يحاكى رئيس الدولة وكأنه يريد أن يقول إننا نعزف نفس اللحن ونردد نفس الكلمات!!

المحافظ عادة ما يكون مسئولا عن المحليات، عن تطوير البنية التحتية، عن التعليم والطرق والسكن والصحة والبيئة ثم يتحدث بعد ذلك عن السياسة بعموميتها وتفاصيلها الحزبية وغيرها.. ولو واجهت المحافظ السياسى لسألته ما يلى:
- كم طريق رئيسية عبدّت وكم طريق فرعية مهدت فى فترة ولايتك وهى الأطول بين المحافظين؟
- كم عدد المصابين بفيروس ( سى ) فى محافظتك وماذا فعلت من أجلهم؟
- كم مستوصفا طبيا رممت وكم جديد بنيت فى عهدكم الميمون؟
- كم مقلبا للزبالة وسط الشوارع والبيوت أزلت وما هى خطتك لاستثمار النفايات؟
- ماذا فعلت من أجل حماية البيئة فى المناطق الصناعية فى شبرا الخيمة وغيرها؟
- كم حجم (الإتاوات) التى تفرضها المحافظة على المواطنين من أصحاب الأعمال الصغيرة والتى تؤخذ على شكل تبرعات قصرية؟
- كم فدانا زراعيا تم تدميرها فى مدة ولايتك؟
- كم فدانا صحراويا تم إعماره فى صحراء المحافظة؟
- كم مليونا من الضرائب يدفع أهالى القليوبية سنويا؟
- كم أعداد الوفيات بسبب الأمراض المتوطنة والأوبئة فى المحافظة؟
- أترك هذه المساحة لقرائى من القليوبية ليكملوا الأسئلة؟

إن الحديث باسم الدولة (مرة واحدة) هو أمر مثير للشهوة السياسية، ولكنه ليس من وظيفة المحافظ لأن للدولة متحدثين اسمهم (الوزراء) وكلٌّ معنى بوزارته أما المحافظون فدورهم الاهتمام بمحافظاتهم أولا وأخيرا..

هذا الكلام ليس موجها لمحافظ القليوبية وحده بل لكل محافظ لم (يسعفه عمله) فراح يبحث عن طرق أخرى للتواجد فى الصورة.. ولن يفلحوا بأى حال من الأحوال..
آخر السطر
على باب أسانسيرات مستشفى بنها الجامعى وضعت لوحة رخامية بمناسبة ( تحديث الأسانسيرات ) فى عصر المحافظ المستشار الوزير عدلى حسين.. ووضع اسمه وتحته عدة أسماء!
هل هذا إنجاز يستحق أن تزين به جدران مستشفى جامعى يحترم القائمون عليه أنفسهم ومرضاهم؟!