قال يوسف حسن إبراهيم، وزير خارجية الصومال، إن إقليم أوجادين، الذى يقع شرق أثيوبيا على الحدود مع الصومال، إقليم صومالى تحتله أثيوبيا، موضحا أن سكان الإقليم من الصوماليين الأصليين، وهم الآن يقبعون تحت الاحتلال الأثيوبى.
وأضاف وزير خارجية الصومال، "جغرافيا الإقليم جزء من الأراضى الصومالية، وسكانه حاربوا عام 1977 للتخلص من الوجود الأثيوبى ليكون لهم الحق فى تقرير مصيرهم، ورغم أن النظام الحاكم فى أثيوبيا يعترف بحق الشعوب فى تقرير مصيرهم، إلا أنه لم يطبق هذه القاعدة على إقليم أوجادين"، مشيرا إلى أن "الحدود المصطنعة التى وضعها الاحتلال هى حدود وهمية، لأنه لا توجد عوارض طبيعية تفصل بين شمال الصومال والإقليم، فهناك تواصل دائم، كما أن الصوماليين يتحركون من وإلى الإقليم، والاتصال بين الإقليم والصومال قائم وموجود، وأنشطة الإقليم الاقتصادية مرتبطة بالصومال، لكن ما زال الإقليم محتلا لأثيوبيا".
وحول مدى تأثير ذلك على العلاقات الأثيوبية الصومالية، قال يوسف حسن فى لقاء صحفى محدود حضره اليوم السابع، إن أثيوبيا تعترف بالحكومة الصومالية، وهى تشاركنا الرأى فى أن ما تقوم به جماعة شباب المجاهدين سيؤدى إلى عدم الاستقرار فى المنطقة، خاصة أن الأثيوبيين أنفسهم يخشون أن تنتقل عدوى الجماعة إلى داخل أراضيها، خاصة أن لدى أثيوبيا غالبية مسلمة، وبالتالى لديهم تخوف من امتداد نظام شباب المجاهدين إلى الداخل الصومالى بما يضر بهم.
وردا على سؤال حول إن كانت هناك تخوفات من أن تكرر أثيوبيا تدخلها العسكرى فى الصومال، قال وزير الخارجية إن أثيوبيا قالت لنا إنها ليست مستعدة لإرسال قوات مسلحة مرة أخرى إلى الصومال، واعتبرت أن هذا التصرف سيضر بمصلحتها إن حدث.
من جهة أخرى، قال وزير خارجية الصومال، إن العلاقات الصومالية المصرية قديمة وأخوية، مشيرا إلى أن زيارة رئيس الصومال شيخ شريف شيخ أحمد للقاهرة ولقائه الرئيس مبارك يوم الأحد تندرج فى إطار الزيارات الاعتيادية، موضحا أن شيخ شريف سيشرح للرئيس مبارك الوضع الحالى فى الصومال، حتى يستشيره فى كيفية الوصول إلى حل للأزمة، وكيف تستطيع مصر الكبرى أن تساهم فى عملية إزالة مناخ الحرب والمشاكل فى الصومال، وفى نفس الوقت، سيطرح شيخ شريف تصورات الحكومة الصومالية لاستعادة الأمن فى الصومال الذى نعتبره امتدادا للأمن القومى المصرى.
وأضاف يوسف حسن إبراهيم، أن شيخ شريف سيبحث خلال وجوده بالقاهرة زيادة التعاون الاقتصادى وزيادة المنح التعليمية للصوماليين، وقال إن مصر معترفة بالنظام الصومالى الحالى، وفى نفس الوقت يهمها إنهاء الأزمة الحالية، ونحن لذلك نطلب من مصر دعمها فى إتمام عملية المصالحة والحفاظ على نظام الحكم الموجود حاليا.
وردا على سؤال حول إمكانية أن تطلب الصومال من مصر زيادة البعثات الأزهرية لمواجهة الفكر الذى تنشره جماعة شباب المجاهدين، قال وزير خارجية الصومال، "نحن ندعو الأزهر إلى إرشاد الصوماليين للإسلام الصحيح المعتدل، لكن تبقى أمامنا مشكلة وهى أن شباب المجاهدين لا يعترفون بدور الأزهر أو أى وساطة من أى جهة إسلامية فيما يتعلق بأهدافهم للسيطرة العسكرية الكاملة للوصول لأهدافهم بإقامة الدولة الإسلامية الكبرى".
وتحدث وزير خارجية الصومال عن الأوضاع الداخلية، وقال إن المشاكل التى تمر بها الصومال الآن، هى ذاتها المشاكل التى مرت بها دول عربية وأفريقية من حروب أهلية، لكن ما يميز الصومال عن الأزمات الإقليمية الأخرى هو ضياع المؤسسات الصومالية، خاصة مؤسسة الأمن، فكل إنسان فى الصومال يستطيع أن يخرج لينصب نفسه أمير حرب.
وأضاف وزير خارجية الصومال، أن مجموعة شباب المجاهدين كانوا ضمن المحاكم الإسلامية التى ظهرت فى مقديشيو وكانت عامل وحدة، لكن بعد دخول القوات الأثيوبية فى عام 2006 بذريعة محاربة الإسلام وإزالة المحاكم الإسلامية بدا شباب المجاهدين فى الظهور على الأرض الصومالية، وبدأت أجندتهم الخارجية تظهر وهى إقامة دولة إسلامية تكون البداية لخلافة إسلامية فى العالم.
وردا على سؤال حول إن كان ظهور جماعة شباب المجاهدين كان نتاجا للتدخل الأثيوبى أم أنه بسبب ضعف الدولة الصومالية، قال يوسف حسن إبراهيم إن ما حدث فى الصومال تصادف مع وجود النظام الأمريكى برئاسة بوش الابن، الذى كان ينظر للإسلام على أنه دين الإرهاب، لذلك سار تفاهما بين أمريكا وأثيوبيا على ضرورة التخلص من النظام الاسلامى فى الصومال، خاصة أن أثيوبيا كانت تتخوف من هذا النظام، الذى كان ممثلا فى المحاكم الإسلامية، مضيفا "إن شباب المجاهدين لهم أجندة خاصة بهم تختلف عن أجندة الشعب الصومال التى أساسها الحفاظ على سيادة ووحدة واستقلال الصومال، فى حين اتجه شباب المجاهدين إلى إقامة الدولة الإسلامية التى ستعمل عل إعادة الخلافة الإسلامية فى العالم، ومن هنا ظهر التطرف الذى كان سببا فى الأزمة الصومالية الحالية".
وأشار وزير خارجية الصومال إلى انقلاب جماعة شباب المجاهدين على المحاكم الصومالية برئاسة شيخ شريف، ومحاربتهم للحكومة الانتقالية، مضيفا "لقد قالوا عن الحكومة إنها علمانية وغير إسلامية، رغم أن الحكومة اتخذت مجموعة من القرارات التى تؤكد تمسكها بالإسلام، منها النص على أن الإسلام هو دين الدولة ويجب تطبيق الشريعة الإسلامية على كامل الأراضى الصومالية، لكن فى المقابل الشباب لديهم هدف آخر يقوم على الجهاد فى العالم وعدم التقيد بالسيادة الإقليمية للصومال، لذلك هم يحاربون الحكومة الحالية من خلال حصولهم على دعم من الجماعات المتطرفة الأخرى وتحديدا تنظيم القاعدة".
وأرجع وزير خارجية الصومال ما يحدث الآن إلى عدم امتلاكها لجيش مدرب يستطيع العمل ضد ما تنشره الجماعة التى استولت على مناطق كثيرة فى الجنوب وتحارب الآن فى العاصمة مقديشيو، ووصل بهم الأمر إلى أنهم يعارضون استقلال الصومال، وأصدروا مؤخرا فتوى تحرم الاعتراف بالاستقلال الذى تم فى أول يوليو 1961 من الاحتلال الإيطالى والإنجليزى، ومنعوا المواطنين من الاحتفال بأعياد الاستقلال وقاموا بتغيير العلم الصومالى إلى علم أسود مكتوب عليه "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ومنعوا حتى المواطنين من مشاهدة مباريات كأس العالم والأفلام.
وردا على سؤال حول إن كان حديث الحكومة الصومالية الحالية عن الإرهاب الذى تمارسه جماعة شباب المجاهدين يعطى ذريعة لتدخلات أجنبية أخرى فى الصومال، قال إن سياستنا تقوم على مجابهة الاعتداء الذى تمثله الجماعة وليس للدعوة إلى أى تدخل أجنبى.
من جهة أخرى، قال يوسف حسن إبراهيم إن "القرصنة أمام السواحل الصومالية هى مشكلة مستفحلة الآن فى الصومال، والحكومة الصومالية لا تستطيع مواجهتها بمفردها، لذا نحن ندعو جميع الدول لتساهم فى مكافحة هذه الظاهرة، وهنا أقول إن مكافحة القرصنة على أساس سليم يجب أن تكون نتاجا لقيام حكومة قوية بجيش وطنى صومالى قادر للتصدى لهؤلاء القراصنة وتأمين الحدود البحرية والأجزاء الصومالية".
وردا على سؤال حول اتهام الصومال لدولة إريتريا بدعمها لحركة شباب المجاهدين فى الصومال قال، "نحن نأسف أن دولة مثل إريتريا تقوم بمساعدة بعض العناصر الإسلامية المعارضة من الصوماليين، يضاف إلى ذلك أن إريتريا هى الدولة الوحيدة فى العالم حتى الآن التى لم تعترف بالحكومة الصومالية وهذه مشكلة! والمفروض أن أى مشكلة أو موقف صومالى يدعم من قبل جيراننا ومنطقة القرن الأفريقى".
وأكد يوسف حسن إبراهيم إلى أن الحكومة الصومالية ستطلب من القمة الأفريقية المقبلة فى أوغندا نهاية يوليو الجارى مساعدة الجيش الصومالى الذى تنقصه المعدات والتدريب.
وحول موقف الدول العربية وجامعة الدول العربية مما يحدث فى الصومال، قال يوسف حسن إبراهيم، "نحن نعتب على الإخوة العرب أنهم لم يقدموا الدعم الكافى لنا فى معالجة الخلاف الصومالى سواء من ناحية المصالحة أو الدعم المادى، ولأن ما تقدمه الدول العربية والدامعة سواء للحكومة الصومالية أو النازحين من مساعدات إنسانية غير كافية إطلاقا، ولذلك نعتب عليهم هذا النوع من التقصير".
وزير خارجية الصومال: أوجادين إقليم صومالى تحتله أثيوبيا
"شباب المجاهدين" ترفض وساطة الأزهر لحل الأزمة الصومالية
الجمعة، 16 يوليو 2010 06:06 م
يوسف حسن إبراهيم وزير خارجية الصومال
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة