◄◄ عبدالرحمن عمره 9 سنوات وبيخاف من الفقر والوحدة.. ومحمد 8 سنوات بيخاف من الكابوريا.. ومحمود 10 سنوات بيخاف من النحل والضلمة.. والتوأمان جنى وجومانة تخافان من كائنات خضراء رسمها خيالهما!
الموطن الأصلى للخوف هنا.. فى قلوب الأطفال، داخل تلك الزهور البريئة، هنا يتوحش وينتشر ويتوغل ونادراً مايجد رادعا.. لكن هل خوف أطفال هذا العصر هو نفسه الخوف الذى كان يسيطر على عقول وقلوب أطفال السنوات الماضية؟ هل مازال خوف الأطفال مقتصرا على أمّنا الغولة، وأبو رجل مسلوخة، والعفاريت التى تسكن البيوت والخرابات، والكلاب المسعورة، أم أن هذا الزمن بظروفه ومشاكله وحروبه وأفلامه وأفكاره قد غير مفهوم الخوف داخل قلوب أطفال هذا الزمن..
جنى وجومانة توأمان مختلفتان فى الآراء والطباع والهوايات التى نضجت معهما على مدار ستة أعوام هى عدد سنوات عمرهما، ولكن الشىء الوحيد الذى تتفقان عليه هو أن التى يجب أن تخاف فى هذا الكون كله هى إسرائيل.
تقول جنى: «إسرائيل دى ناس وحشين، بتقتل الفلسطينيين، ودخلوا البيت بتاعهم عايزين يطلعوهم منه بالمسدسات، وهما أصلا تعبانين مش معاهم غير حجارة، عشان كده لازم يخافوا عشان ده مش هيفضل كده على طول، لازم يمشوا من البيت أصلاً».
كما أكدت جومانة معرفتها لهم فقالت: «أنا عارفة علمهم كويس، لونه أزرق فى أبيض وجواه ستار، بس هما ماينفعش ياخدوا ستار لأنهم وحشين وبيقتلوا ناس كتير».
بينما على الجانب الشخصى لكل منهما، تشعر «جنى» بالخوف عندما لا تجد والدتها بجوارها، وترتعد عندما ترى خيالاً فى الحائط لا ترى له ملامح، فيخيل لها إمكانية خروج هذا الخيال من الحائط من أجل أن يلتهمها، بينما تخاف أختها جومانة من شخصيتين رسمتهما فى خيالها، حيث تتمتع جومانة بخيالها الطليق الحالم الذى يساعدها على نسج وتأليف الأغانى والقصص، وتصف جومانة الشخصيتين قائلة: «لون وشهم أخضر وشعرهم بنى منكوش وبيطيروا، ولما بزعل ماما بيزعلوا منى وبيعاقبونى».
عبدالرحمن فاروق، عمره 9 سنوات، واشتهر بأنه أصغر مصور مصرى فى العالم، الطفل السفارى الذى يذهب فى رحلات أسبوعية لتصوير المناطق الأثرية ويصطحبه والده خلال فترات العمل ليساعده فى تغيير عدسات الكاميرا ليكتسب مهارات تفوق سنوات عمره الثمانى.
ذكر «بودى» أنه يخاف من أشياء كثيرة لا يعرف عنها شيئاً، أما ما يعرفه فيقول عنه:«بخاف من الضلمة والوحدة بمعنى إنى أبقى وحيد فى الدنيا من غير ضهر، وأخاف من الفقر».
ويملأ الخوف عبدالرحمن- كما يقول- من أن يلتقط صورة سيئة، وغالبا ما يدفعه خوفه لأن يجود تصويره، كما تخيفه أيضاً الطائرات الحربية والدبابات بسبب ما يشاهده من صور الأطفال الفلسطينيين القتلى.
محمود وائل أو الطفل «عبقرينو» يخاف من أن يصيبه الغرور، يقول: «أنا بخاف أتغر وأفقد موهبتى التى وهبنى الله إياها خصوصاً بعدما قابلت الدكتور زويل، وبخاف من أن أظل وحيداً فى المنزل بدون ماما وبابا، وكمان بخاف بالليل، وبخاف من الحشرات مثل الصرصار والنحل، وبخاف من أفلام الرعب مثل فيلم the omen».
أما محمد بركات، 8 سنوات، فهو يخاف من أشياء ربما تبدو غريبة للأطفال الآخرين، فأكثر شىء يخاف منه هو الكابوريا وسمك القراميط، يقول: «لما بروح مع ماما سوق السمك، وأشوف الكابوريا والقراميط أمامى أخاف وأختبئ وراء أمى حتى لا أراها. ويرى محمد أن أكتر واحد خواف هو «مستر العربى»، لأنه بيخاف من ناظر المدرسة!
سألنا 5 أطفال مصريين إيه أكتر حاجة بتخافوا منها؟ فقالوا: إسرائيل.. ودى إجابة كارثة طبعا!
الجمعة، 16 يوليو 2010 01:06 ص