شكل القرار الذى أصدره الدكتور حاتم البلك أمين المجلس الأعلى للجامعات الخاصة بقبول 26152 طالباً وطالبة بالجامعات الخاصة، صدمة للخبراء وأساتذة الجامعات، مؤكدين أن هذا القرار يعتبر خطوة عملية من وزارة التعليم العالى لخصخصة التعليم.
وأبدى الخبراء استغرابهم من تحديد هذا الكم الكبير من طلاب الثانوية العامة "سنة الفراغ"، حيث يبلغ عدد الطلاب هذه السنة 69 ألفا و997 طالبا وطالبة نجح منهم 35 ألفا و397 فقط، لافتين إلى أنه لأول مرة تكون النسبة متقاربة بين من يدخلون الجامعات الحكومية والجامعات الخاصة.
الاستغراب يعود إلى أن تحديد هذه النسبة الكبيرة جاء فى الوقت الذى توجد فيه نسبة كبيرة من طلاب "الدور الثانى" بالثانوية الذين يبلغ عددهم 29 ألفا و912 طالبا وطالبة، وعدد كبير منهم لديه أكثر من مادتين "أى أن هذا العدد سيعيد السنة بأكملها"، وبالتالى سيكون عدد الطلاب الذين يدخلون الجامعات الحكومية والخاصة نحو 60 ألفا تقريبا.
الدكتور حسنى السيد الخبير التربوى يقول "الحقيقة المؤلمة أن هذا التوجه تتخذه الدولة منذ عدة سنوات، ولكن ليس لديها الجرأة والشجاعة الكافيتان لإعلانه ومنذ سنوات "بيلفوا ويدورا"، ومع ذلك التعليم الخاص لا يستوعب الطلاب".
وأضاف "السيد" أنه من الواضح أن الحكومة غير مدركة لقضية التعليم وأهميتها، وأنها تمثل -مع القضاء- السبيل الوحيد للتنمية والتقدم، مقارنا بين مصر ودول كانت أقل منها مثل "ماليزيا وتايلاند والبرازيل"، وتقدمت بسبب اهتمامها بالتعليم.
واعتبر "السيد" أن إهمال التعليم مقصود من قبل الحكومة المصرية، وقال "أزعم أن هذه المسألة مقصودة، خاصة أنه لا يمكن أن ننمو اقتصاديا إلا بالنمو السياسى، ولا يمكن أن ننمو سياسياً إلا بالتعليم، والرغبة ربما هى فى عدم النمو السياسى للشباب".
وتساءل "السيد" "يعنى إيه طالب مجموعه 67% ويدخل هندسة؟"، زاعما وجود مصالح كبيرة للتعليم العالى مع الجامعات الخاصة، وأن الدكتور هانى هلال يسعى دائما للدفاع عن الوزارة فقط.
"السيد" دلل على عدم إدراك الدولة لأهمية التعليم بقوله "لنا أربعون سنة لم ننشئ جامعة جديدة"، وكل الجامعات الحالية هى فروع لجامعات وتستقل، ومنذ 1908 لم نبن سوى 13 جامعة حكومية فقط".
من جانبه أكد الدكتور عبد الله سرور المتحدث الرسمى باسم اللجنة القومية للدفاع عن الجامعة أن هناك إصرارا مسبقا من جانب الوزارة على خصخصة التعليم، سواء عن طريق الجامعات الخاصة أو البرامج بالجامعات الحكومية والتعليم المفتوح، وزيادة المصروفات على الطلاب. وأوضح "سرور" أنه فعليا لم تعد هناك مجانية يمكن أن نتحدث عنها فى ظل السعى وراء جمع الأموال من الطلاب.
خبراء: قبول 26 ألف طالب بالجامعات الخاصة من 70 ألفاً خطوة فعلية من "هلال" لخصخصة التعليم.. وأساتذة يؤكدون وجود مصالح بين تلك الجامعات والتعليم العالى ويتساءلون "يعنى إيه طالب جايب 67% ويدخل هندسة؟"
الجمعة، 16 يوليو 2010 03:42 م