رغم فشلها فى التأهل لنهائى المونديال، وتبخر حلم التتويج باللقب العالمى الغائب عنها منذ 20 عامًا، فإن الماكينات الألمانية، ظهرت فى كأس العالم، بصورة مختلفة عن كل النسخ السابقة.
أضافت ألمانيا لانضباطها التكتيكى والتزامها الخططى المعهود، قدرًا من الجمالية، وبعد أن عانى الـ«مانشافت» طوال حقبة التسعينيات من ارتفاع متوسط أعمار لاعبيه، شاركت ألمانيا فى مونديال 2010 بأصغر تشكيلة فى تاريخ مشاركاتها المونديالية.
«التجربة الألمانية» فى المونديال، لم تكن وليدة الصدفة، أو نتيجة غياب بعض العناصر الأساسية فى صفوف الماكينات بسبب الإصابة، ولكنها ثمرة عشرة أعوام من العمل الشاق، عقب صدمة الخروج المبكر من كأس الأمم الأوروبية «يورو 2000»، فبعدها قام مسؤولو اللعبة بتغيير «تروس» نجوم الفريق الكبار والاعتماد على الأجيال الصاعدة، وبرغم نجاح التجربة فإنهم فشلوا فى تحقيق لقب المونديال الذى كان ينتظره الجمهور الألمانى بعد الخسارة على يد الإسبان فى الدور قبل النهائى بهدف نظيف.
صحيفة بيلد الألمانية، واسعة الانتشار، كشفت بعض أسباب تغير ملامح أداء الماكينات، خلال الأعوام الأربعة الأخيرة.. ووفقًا لـ«بيلد» فإن صدمة «يورو 2000» دفعت الاتحاد الألمانى لتبنى سياسة جديدة فى إدارة المنظومة الكروية.
أول قرار تبناه القائمون على الكرة الألمانية، هو تطوير قطاعات الناشئين، وقام مسؤولو الاتحاد الألمانى بالتعاقد مع مجموعة من الكشافة وسماسرة اللاعبين للتنقيب عن المواهب الشابة فى أندية الهواة، لضمها للأندية الكبرى، وإتاحة الفرصة لها للتألق.
وأثمر هذا القرار، عن ظهور مجموعة متميزة من اللاعبين الشباب، كانوا الدعامة الأساسية للمنتخب الألمانى فى منافسات كأس العالم.. حيث اعتمد الـ«مانشافت» على لاعبين صغار مثل ميسعوت أوزيل «21 عامًا» وسامى خضيرة «23 عامًا» وتوماس موللر «20 عامًا» وتونى كروس «20 عامًا» وجيروم بواتينج «21 عامًا» ومانويل نوير «24 عامًا».
ورغم حداثة أعمارهم، فإن مشاركتهم بصفة أساسية مع فرقهم فى منافسات الدورى الألمانى، منحتهم خبرة كبيرة، فلم يظهر عليهم القلق أو التوتر أمام المنتخبات الكبرى كإنجلترا والأرجنتين، ولم تنتشر فى صفوفهم الأخطاء الساذجة المعهودة للاعبين الشباب.
لم يكن هذا القرار فقط هو سبب تغير وجه الكرة الألمانية، وتبدل ملامحها، ولكن تواجد يواخيم لوف، المدير الفنى الحالى للمانشافت، على رأس المنتخب كان سببًا فى الموافقة على سياسة إتاحة الفرصة للاعبين الشباب، وتفضيلهم على غيرهم من أصحاب الخبرة الكبيرة.
ولوف، كما وصفته بيلد لا يترك مجالاً للصدفة ولو كانت بسيطة، ويهتم بأدق التفاصيل.. مثلاً سافر المدير الفنى لجنوب أفريقيا ثلاث مرات قبل انطلاق كأس العالم، وقام بمعاينة الفندق الذى سيقيم عليه المنتخب، والملاعب التى سيتدرب عليها وكذلك وسائل التنقل إلى الملاعب.
ورغم فشله فى التتويج باللقب، فإن المدرب ابن الـ 50 عامًا يحظى بشعبية كبيرة فى ألمانيا، وكان القيصر فرانز بيكنباور قد امتدح لوف قائلاً: «لقد تبنى لوف نظرية الاعتماد على اللاعبين الشباب، واستمراره حتمى لمصلحة الكرة الألمانية»، وتابع :«مازال أمامه مهمة كبيرة فى تصفيات كأس الأمم الأوروبية وفى مونديال 2014، كما أن اللاعبين يريدون استمراره».
الماكينات الألمانية «غيّرت تروسها».. لكنها لم تنتج بطولة انتظرها الجمهور
الجمعة، 16 يوليو 2010 01:01 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة