اعتبرت الجماعة الإسلامية الحكم الصادر ضد "ستيورات" محامية عمر عبد الرحمن بالسجن عشر سنوات بأنه رسالة تحذير وتخويف لكل من يتعاطف مع الإسلاميين، ووصفت الجماعة الحكم بالظالم والقاسى، كما انتقدت القضاء الأمريكى، مؤكدة أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تكشف يوماً بعد يوم عن تعاملها المتشدد مع الإسلاميين والعالم الإسلامى.
وكشف الدكتور ناجح إبراهيم المتحدث باسم الجماعة الإسلامية أن المباحث الفيدرالية هى التى أوقعت بالمحامية ستيورات، وذلك فى محاولة لوقف حالات التعاطف وقطع الطريق أمام أى تقدم فى ملف الشيخ عمر عبد الرحمن، مضيفا أن المحامية فى السبعين من عمرها ومصابة بالسرطان وأمراض أخرى، ومسيحية، والحكم عليها بهذا الحكم المتشدد هو رسالة تخويف لمن يتعاطف مع الإسلاميين، أو يفكر فى نصرة قضيتهم فى الغرب.
ونفى إبراهيم وجود أى اتصال تنظيمى بين الجماعة الإسلامية وعبد الرحمن – الذى يعد الزعيم الروحى للجماعة وأميرها ويقضى عقوبة السجن مدى الحياة فى أمريكا لاتهامه فى تفجيرات مركز التجارة العالمى التى وقعت عام 1995، مؤكداً أنه منذ 1997 والجماعة الإسلامية تسير فى طريق المبادرة وما يدعمها، والشيخ عمر كان من مؤيدى المبادرة، متسائلا: أى رسائل يمكن لمحامية فى هذه الظروف أن تنقلها وجميع المقابلات والزيارات التى تمت بينها وبين عبد الرحمن وجميع محاميه واتصالاته التليفونية حتى بأهله مسجلة بالصوت والصورة؟، قائلا: "لم تصلنا منه رسائل، ولم نتقابل مع المحامية ولم تهاتفنا وإذا كان لديهم دليل فليكشفوه".
وأكد إبراهيم أن مثل هذا الحكم لسيدة سجلها معروف فى قضايا حقوق الإنسان والقضايا المدنية، وعقابها لمجرد التعاطف مع رجل كفيف مريض غريب محبوس انفراديا لما يقرب من 18 عاماً، دليل قوى على زيف ووهم مناصرة الإدارة الأمريكية لحقوق الإنسان أو الديمقراطية.
وحول المساعى التى كان يقودها رمزى كلارك المحامى الأول لعبد الرحمن ووزير العدل الأمريكى الأسبق، أوضح إبراهيم أن هذه المساعى قد تكون توقفت بهذا الحكم فى ظل تعجرف الإدارة الأمريكية السابقة وتجاهل القضية والمطالب بالإفراج وترحيل عبد الرحمن، مشيرا إلى أن إدارة باراك أوباما لم يصدر منها أى تجاوب أو حتى إشارة تعاون فى القضية، وكل ما يتم مجرد مناشدات إعلامية سواء من شخصيات أو هيئات إسلامية وحقوقية متعاطفة، إلا أنه عاد ليقول "القضية أكبر وتحتاج تدخل دول وحكومات، ومصر أبدت أكثر من مرة عدم ممانعتها استقبال الشيخ عمر، إلا أن هذا يحتاج الإفراج أولا عنه فى أمريكا وقبول ترحيله، وهذا الأمر أصبح من الصعب تحقيقه بعد الحكم الأخير.
وكان القاضى الأمريكى قد أكد فى جلسه الحكم على ستيوارت أنه أخذ فى الحسبان فى حكمه تقدم سن ستيوارت وإصابتها بسرطان الثدى واحتمال ألا تكرر فعلتها، ونوّه بالتزامها بالدفاع عن الفقراء والزبائن غير المحببين، معتبرا أن العقوبة الأصلية التى حكم بها لم تكن خفيفة، لكنه قال إن ستيوارت أبدت "عدم ندمها" على "سلوك كان غير قانونى وربما قاتلا -حسب تعبيره عند النطق بالحكم-، وذلك ردا على تصريحات كانت المحامية قالتها عقب الحكم عليها بالسجن 28 شهراً فى 2006 بأنها تستطيع أن تقضى مدة العقوبة "واقفة على رأسي"، وهو كلام قالت أمس إنها نادمة عليه.
وعلقت ستيوارت (70 عاما) - الموجودة فى السجن منذ نوفمبر الماضى- إنها صدمت نوعا ما بالحكم، والتمست ستيوارت الرحمة من القاضى قائلة فى رسالة وجهتها إليه: "إن توصيف الحكومة لى ولما جرى يفتقر إلى الدقة والصدق، ويستغل الأجواء الهستيرية الاستثنائية التى نتجت عن هجمات الحادى عشر من سبتمبر"، ونفت عن نفسها ارتكاب الخيانة الوطنية بنقل رسائل من الشيخ عمر عبد الرحمن، مؤكدة أنها تصرفت بشكل إنسانى محض، وأنها لا تتوقع الكثير، ولكنها أكدت أنها خاطبت القاضى فى رسالتها بعقلها وقلبها حيث إنها عوقبت بهذا العدد من سنوات السجن لتكون عظة وعبرة لكل المحامين بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
وكان عمار نجل عمر عبد الرحمن قد أكد قبل يومين أن الأجهزة الأمنية أبلغته عدم رفضها استقبال والده، ولكن لا تستطيع طلب تسلم الشيخ رسمياّ من السلطات الأمريكية، لعدم وجود اتفاقية بينهما تقضى بتبادل السجناء.
وكشف عمار أن والده حثهم فى الاتصال الأخير على البحث عن محامى جديد يتولى قضيته إلى جانب وزير العدل الأسبق رمزى كلارك الذى تحول كثرة ارتباطاته وسفرياته عن متابعة القضية، مشيراً إلى أن رغبة الشيخ فى اختيار محامى بكفاءة المحامى الأمريكى السابق كوبى يهودى الذى كان يدافع عنه بحماس شديد، ودائم النقد لتصرفات وتجاوزات السلطات الأمريكية معه، الأمر الذى دفع قاضى المحكمة إلى طرده من ساحة القضاء، واتخاذ قرار باستبعاده من القضية.
وناشد عمار القيادة السياسية فى مصر لبذل جهودها لدى الإدارة الأمريكية لإطلاق سراح والده، مناشداً أمريكا الإفراج عن والده وترحيله إلى بلاده، خاصة وأن أوباما تعهد منذ توليه الحكم بالعمل على تحسين العلاقة مع العالم الإسلامى.
أما الدفاع، فقد رأى أن القاضى كان عليه أن ينطق بالحكم الذى نطق به أول مرة، ونفى أن تكون ستيوارت كذبت فى المحكمة، وتعد ستيوارت أول محامية تواجه تهمة "الإرهاب"، رغم أنها اكتسبت شهرة واسعة خلال السنوات العشر الأخيرة.
الحكم على محامية عمر عبد الرحمن بالسجن 10 سنوات
الجماعة الإسلامية تصف الحكم على محامية عمر عبد الرحمن بالسجن عشر سنوات بـ "الظالم" وتعتبره رسالة تخويف لمن يتعاطف مع الإسلاميين.. ونجل الشيخ يناشد القيادة السياسية التدخل للإفراج عن والده
الجمعة، 16 يوليو 2010 06:15 م