«والدا الرسول» أول ضحايا معركة الصوفية والسلفية على أرض مصر

الجمعة، 16 يوليو 2010 01:07 ص
«والدا الرسول» أول ضحايا معركة الصوفية والسلفية على أرض مصر علاء أبو العزايم
عمرو جاد ولؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ الصوفيون يتهمون «السلفية» بالجهل والكذب على الرسول بسبب قولهم إن والديه فى النار.. ودار الإفتاء تحسم الأمر: من كفّرهما «ملعون» لأنهما مؤمنان

أشعل الحديث عن مصير والدى الرسول صلى الله عليه وسلم، صراعا جديدا بين السلفيين والمتصوفة وعلماء الأزهر، حيث يتمسك تيار من السلفية بالقول بأن والدى الرسول فى النار لأنهما ماتا على الشرك، بينما يرفض الصوفية هذا الرأى، مؤكدين أنهما ناجيان من النار، حيث تعمد علاء الدين أبو العزايم، شيخ الطريقة العزمية، تأكيدا لهذا الرأى إقامة أول مولد من نوعه للسيدة آمنة بنت وهب، والدة الرسول، وهو ما اعتبره السلفيون بدعة جديدة من أتباع الطرق الصوفية، ولكن أبوالعزايم اتهمهم بأنهم «المتسليفون» أى يدعون السلفية، كما اتهمهم أيضا بالجهل.

ورغم أن الرأى الذى يقول إنهما فى النار يعتمد على حديثين وردا بصحيحى البخارى ومسلم، فإن غالبية آراء العلماء والباحثين فى الحديث جاءت مخالفة لهذا الرأى.

وقال الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق، إن كل من يقول إن والدى النبى ماتا على الشرك فلا علم له بل هو جاهل، مضيفا أنه يكفيها أنها أنجبت محمداً خير البشر جميعا، قائلا، إِنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ، كما أن النبى سيشفع لنا يوم القيامة، متسائلا: أليس والداه أولى بالشفاعة؟

ووافقه فى الرأى أيضا الدكتور أحمد فتحى، أستاذ علم الحديث، الذى قال إن الله ما كان ليخرج من صلب كافر أو رحم كافرة خير البشر وخاتم المرسلين وسيد الأولين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أنهما مؤمنان، وعلى الإيمان والطهر، مضيفا أن الله أمرنا أن نمجد ونعظم الرسول لقوله تعالى «لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا»، واستنكر ما يقال عن أن والدى النبى ماتا على الشرك بالله، مشيرا إلى أنهما ماتا قبل أن يكلف الله ولدهما بالرسالة، مضيفا أن الرسول دخل على أصحابه فرحا وهو فى حجة الوادع، وبشرهم بأن الله أحيا والديه فآمنوا به.

وكانت تلك الآراء كفيلة بإشعال الصراع أكثر بين الفريقين إلا أن دار الإفتاء المصرية حسمت الأمر برفضها تلك الفتاوى التى خرجت بأن والدى الرسول صلى الله عليه وسلم من المشركين وأنهما فى النار، حيث قالت الدار فى بحث لأمانة الفتوى أعادت نشره برقم (2623 ) إن الحكم فى أبوَى النبى «ص» أنهما ناجيان وليسا من أهل النار، وقد صرح بذلك جمع من العلماء، وصنف العلماء المصنفات فى بيان ذلك، منها: رسالتا الإمام السيوطى «مسالك الحنفاء فى نجاة والدَى المصطفى» و«التعظيم والمِنّة بأنَّ والدَى المصطفى فى الجنة».
وقالت الدار إن العلماء استدلوا على ذلك بأنهما مِن أهل «الفَترة» لأنهما ماتا قبل البعثة ولا تعذيب قبلها،لأن مَن مات ولم تبلغه الدعوة يموت ناجيًا، لتأخر زمانهما وبُعدِه عن زمان آخر الأنبياء، وهو سيدنا عيسى عليه السلام، ولإطباق الجهل فى عصرهما، فلم تبلغ أحدًا دعوةُ نبى من أنبياء الله إلا النفر اليسير من أحبار أهل الكتاب فى أقطار الأرض كالشام وغيرها، ولم يعهد لهما التقلب فى الأسفار ولا عمَّرا عمرًا يمكن معه البحث عن أخبار الأنبياء، وهما ليسا من ذرية عيسى عليه السلام ولا من قومه، فبان أنهما مِن أهل الفترة بلا شك. ومَن قال: إن أهل الفترة يُمتَحَنُون على الصراط فإن أطاعوا دخلوا الجنة وإلا كانت الأخرى، فإن العلماء نصُّوا على أن الوالدين الشريفين لو قيل بامتحانهما فإنهما من أهل الطاعة، قال الحافظ ابن حجر: «إن الظن بهما أن يطيعا عند الامتحان».

كما رفضت أمانة الفتوى القول إنهما خير من المؤمنين مع كفرهما، لأن هذا يعنى القول بتفضيل الكافرين على المؤمنين؛ وأضافت «ولكى نخرج من هذا المحظور وجب أن نقول بأنهما مؤمنان»، وأنهت فتواها بتوجيه النصيحة لشباب الدعوة إلى الله أن يتقوا الله فى الأمة ولا يبالغوا فى إطلاق الأحكام قبل الفهم والبحث، وإن ضاقت بهم ملكاتهم العقلية والعلمية فقد وصف لهم رسول الله الدواء مِن هذا المرض فقال: ((إنَّما شِفاءُ العِىِّ السُّؤالُ))، فعليهم سؤال أهل العلم بدلا مِن إيقاع أنفسهم فى اللعن والخروج من رحمة الله بالتعدى على جناب الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، وأضافت أن القاضى أبا بكر ابن العربى أحد أئمة المالكية سُئِل عن رجل قال: إنّ أبا النبى -صلى الله عليه وآله وسلم- فى النار، فأجاب بأن مَن قال ذلك فهو ملعون؛ لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا} الأحزاب: 57. وقال: «ولا أذًى أعظم مِن أن يقال عن أبيه إنه فى النار»، فليتقوا الله وليخشوا لَعنَة وإيذاءَ حبيبه -صلى الله عليه وآله وسلم- المستوجب للعن فاعله، ونصيحتنا لهم أيضًا بألا يشغلوا الأمة بخلاف لا طائل مِن ورائه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة