◄◄مرتكب المجزرة شخص عادى وسائق مثالى تحول إلى قاتل فجأة
تجرى وزارة الداخلية، تحقيقا سريا عن كيفية وصول السلاح إلى سائق المقاولون العرب من أمين الشرطة لمنع تكرار الحادث، والبحث عن الطريقة التى حصل بها الأمين على السلاح الآلى، وهل هناك تنظيم أو عصابة ما يشترك فيها أم لا؟ ومن الذى سهل له الحصول عليه؟
كما كشفت تحريات المباحث، فى حادث إطلاق سائق المقاولون العرب النار على زملائه، أن الشركة كرمت المتهم قبل الحادث بشهرين لاختياره السائق المثالى نظرا لسلوكه السوى، وعدم وجود أية مخالفات فى ملفه الوظيفى على مدار 25 عاما مدة عمله بالشركة.
وأضافت التحريات التى حصلت «اليوم السابع» على بعض ملامحها، أن المتهم لحظة ارتكابه الحادث كان بالأتوبيس ثلاث موظفات، أمرهن بالرجوع إلى المقاعد الخلفية لعدم اعتزامه قتل السيدات باعتباره «رجلا صعيديا»، وأثناء مروره على موظفى الشركة الذين ينتظرونه فى أماكن متفرقة على طول الطريق ليستقلوا الأتوبيس، كان يرفض الوقوف لهم، وأمام إصرارهم كان يضطر للوقوف، الأمر الذى أدهش الموظفين لعدم تعود الجانى على ذلك، إلا أن الأخير فسر ذلك، أمام رجال المباحث بأنه كان عاقدا العزم على قتل اثنين تحديدا، فكان يحاول جاهدا أن يترك الباقين وينفرد بالاثنين فى الأتوبيس حتى يثأر لنفسه دون أن يشعر به أحد، وأنه بيت النية قبلها بيوم لارتكاب جريمته فأقنع زوجته وأولاده الستة بالسفر إلى مدينة القوصية بأسيوط مسقط رأسه خوفا عليهم من أن يثأر منهم أبناء المجنى عليهم بعد قتلهم.
وتبين من تحقيقات المستشار حمادة الصاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، أن «الآثار» كانت كلمة السر فى الحادث، بعد أن أوهم الجانى، أحد الموظفين بالشركة يدعى «عبدالفتاح» بوجود كنز أثرى أسفل منزله بعزبة عرب غنيم بحلوان، ليتفق الاثنان على استخراجه سويا، إلا أن أحلامهما فى الثراء السريع تحولت إلى سراب ،عندما اكتشف « عبدالفتاح » أن السائق لا يعلم شيئا عن الآثار، فراح يسخر منه ومن سذاجته، ساردا قصة الآثار لمعظم زملائه فى الشركة، الأمر الذى جعل السائق لا يستطيع أن يرفع عينه فى أعينهم حيث كانت نظراتهم تحمل له معانى السخرية والتهكم، ومع استمرار «عبدالفتاح» وأحد زملائه بالشركة فى مسلسل السخرية من السائق الصعيدى، قرر الانتقام منهما، فاشترى بندقية آلية من أمين شرطة بالمنطقة التى يسكن بها، ووضعها ليلة الحادث فى تمام الساعة السابعة مساء أسفل المقعد الأمامى للأتوبيس، لينتقم من موظفى الشركة الذين جعلوا منه أضحوكة، وهو ما دعا وزارة الداخلية، الآن إلى إجراء تحقيق سرى للوصول إلى الأمين، لمنع تكرار ذلك الأمر، والبحث عن الطريقة التى حصل بها الأمين على السلاح الآلى، وهل هناك تنظيم أو عصابة ما يشترك فيها أم لا؟ ومن الذى سهل له الحصول عليه؟.
ومن جانبه أكد النميرى عبدالتواب ـ أحد المصابين فى الحادث خلال تحقيقات النيابة- أنه انتظر الأتوبيس كالعادة برفقة زملائه بمنطقة المعصرة، إلا أن الأتوبيس تأخر 10 دقائق، وهو أمر غير معهود على السائق وعندما حضر إليهم تأخر أيضا بعض الشىء فى فتح الباب، وكان «الغضب« و«الأسى« عناوين مرسومة على ملامح وجهه، إلا أنهم لم يلقوا للأمر بالا، فأخذ كل شخص منهم مكانه فى الأتوبيس ليتحرك بهم نحو الشركة، لافتا الانتباه إلى أن الأتوبيس كان يسير ببطء، وكأن المتهم بدأ يخطط لسيناريو ارتكاب الجريمة، موضحا أنه كان يجلس فى المقعد الخلفى للأتوبيس، فيما يجلس «عبدالفتاح» خلف كرسى السائق، وكان عدد الركاب 23 راكبا، فى حين أن الأتوبيس به 26 مقعدا».
وكشفت التحقيقات أنه على بعد حوالى 500 متر من الشركة فوجئ الموظفون بالأتوبيس يقف فجأة، فدار فى أذهانهم أن الأتوبيس حدث له عطل فنى، وبينما هم مشغولون بأمر الأتوبيس إذ بالسائق يرفع الكرسى الأمامى، ويستل من أسفله سلاحا آليا، ليقطع تفكيرهم وهو يصرخ قائلا: «فيه 2 عارفين نفسهم يتحركوا هنا بسرعة» ثم كررها ثانية، فلم يقف أحد، وفى الثالثة أشار على «عبدالفتاح» بالوقوف وبالفعل وقف، ثم طلب من الشخص الثانى أن يقف ولم يحدد اسمه، إلا أنه لم يتمهل حتى وقوف الثانى، فأطلق رصاصات رشاشه نحو «عبد الفتاح« حيث أمطره بحوالى 15 رصاصة متتابعة، واستدار على من حوله، وأمطرهم بوابل من الرصاص، وبدأ يطلق النيران بطريقة عشوائية على الجميع: قائلا «انتقمت منكم يا ولاد الكلب» تلك الجملة التى كررها أكثر من مرة، وكأنه يكررها مع كل طلقة تخرج من رشاشه.
وذكرت التحقيقات أن حالة الهسيتريا التى أصابت المتهم جعلته يطلق النيران بطريقة عشوائية على الجميع، إلا أنه من حسن حظ الناجين ان المتهم انشغل بتكرار عبارات الانتقام على جثة عبدالفتاح الأمر الذى منحهم الفرصة لكسر زجاج الأتوبيس والهرب منه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة