بالرغم من أننى لست من هواة قراءة الصحف الحكومية، إلا أنه قد استرعى انتباهى الحديث الذى دار بين رئيس وزراء اليابان
ود. عبد المنعم سعيد، رئيس جريدة الأهرام الحكومية، منذ فترة ليست ببعيدة، ومن خلال التطرق بجوانب الحديث بينهما لفت انتباهى بعض النقاط، منها على سبيل المثال وليس الحصر
أن خطه اليابان الإستراتيجية هى الاستثمار بالبشر وليس بالحجر كأولوية أولى، وثانى أولوياتها هى تفعيل منظومة التأمينات الاجتماعية، وعند تفكيرى بالهدف اليابانى أحس برأسى لا إراديا تذهب لبعيد، لنقطة الضياع، عندما حاولت المقارنة بين أهدافنا وأهدافهم عندها أحسست بدوار وغثيان ولكن أحيانا تتمالك نفسك وتتغلب على أحاسيسك ومشاعرك مقابل أن تتلمس شيئا من الواقعية السوداوية، عندها تساءلت إلى أين نحن ذاهبون؟؟ وكيف لدوله مثل اليابان وهى بمثابة أكبر دول العالم توحشا للرأسمالية وكيف لدولة خسرت المليارات فى ظل أزمة عالمية خلال استثماراتها بـ( ليمان برازرز وسيتى جروب) أن تحول إستراتجيتها للاستثمار فى أبنائها وليس بمؤسساتها؟؟ أليس لهذا مدلول خطير يجب الاستفادة منه، أن صناعة الأجيال هى بحد ذاتها صناعة للدول والارتقاء بالجيل هو ارتقاء بالأمم؟؟
ودار بمخيلتى سؤال محير، إلى أين نحن ذاهبون؟ وبماذا نستثمر بالبشر أم بالحجر؟ ففطنت أننا لا نملك القدرة على تحديد هدف لنا سواء إستراتيجى بعيد المدى أو تكتيكى بالمدى القريب، وكيف لنا نفكر بأى نوع من الاستثمار فى ظل منظومة نجومها متهم بالقتل أو بالتحريض عليه وآخر متهم بتهريب أجهزة محمول وآخر وزير سابق يدير مافيا للأراضى والعقارات ووزير حالى يضع يده على مدخرات التأمينات الاجتماعية لاستثمارها ببورصة الخارج..
أعتقد أنكم عرفتم سبب إحساسى بالغثيان الآن، وأننا بعيدون كل البعد عن مجرد التفكير بوضع خطة مستقبلية أيا كان نوعها وشكلها..
وما أدهشنى ردود رئيس وزراء اليابان عن بعض الأسئلة منها تعاظم سيطرة التنين الصينى على الأسواق العالمية؟؟ فعلق أن الصين دوله تتقدم بخطى سريعة وبأنها سوف تتفوق علينا عالميا..
ولهذا دلاله على أنهم على علم تام بما يدور حولهم ولم يصموا أذانهم ويتغنوا بحضارة سبعة آلاف سنة..
بسؤاله عن مصر ووضعها الحالى؟؟
كان رده أن مصر لها دورها البارز بعملية السلام، عندها فقط أحسست بأننا أقذام، هل هذا دورنا بنظر الآخرين لنا أننا مجرد وسيط للسلام، وهل ما نسمعه منذ نشأتنا عن حضارة سبعة آلاف عام هى بمثابة أوهام أم تاريخ قديم نتشدق به، ياه ألهذا الحد نحن بعيدين كل البعد عن ما يدور حولنا من أحداث وأننا نعيش بفقاعة فارغة عديمة الفحوى والمحتوى..
إلى أين نحن ذاهبون؟؟
وائل محى التمامى يكتب: الاستثمار بالبشر وليس بالحجر
الخميس، 15 يوليو 2010 09:23 م