"هاملت".. العمل الذى لا يمل المخرجون من تقديمه

الخميس، 15 يوليو 2010 02:50 م
"هاملت".. العمل الذى لا يمل المخرجون من تقديمه لقطة من مسرحية "أنا هاملت "
كتب خالد إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فقر فنى أم فكرة تخدم وجهات النظر؟.. هذا هو السؤال الذى يخطر على بال كل متابع ومشاهد عند رؤيته لمسرحية "هاملت" للكاتب الإنجليزى وليم شكسبير أيا كان شكل تقديمها أو الصياغة أو المعالجة التى قدمت بها المسرحية لا جدال أن المسرحية العالمية "هاملت" من أعظم ما كتب شكسبير، فهى تحكى قصة شاب يقوم عمه بقتل أخيه "والد هاملت" ويتزوج من زوجته فيصبح الصراع الأزلى بين قوه الخير المتمثلة فى "هاملت" وقوة الشر المتجسدة فى العم.

تلك هى التيمة التى أصبحت كقطعة المغناطيس القادرة على جذب أى مخرج موهوب كان أو لم يكن. ولا شك أن لهم فى ذلك كل الحق، فالفكرة من الممكن، بل من السهل على أى مخرج يمتلك أدوات يعرف توجيهها يستطيع تقديمها بالشكل الذى يخدمه، فأصبح كل مهرجان يقام يخلى مكان أو اثنين لـ"هاملت"، وغالبا ما تفوز تلك العروض بجوائز المهرجان المشاركة به وهو الأمر الغريب.

وعند سؤال أى مخرج عن الأسباب التى دفعته لاختيار "هاملت" يجيب بأن هاملت تيمه عالمية يمكن أن تخدم وجهة نظرى، ولكن بشرط العثور على خيوط التماس بين النص الأصلى والفكرة الجديدة، ولا أحد يعلم، سوى هؤلاء المخرجين، هل بالفعل هذه الإجابات تعبر عن لسان حالهم أم أنه فقر فنى يدارون به عجزهم عن إيجاد نصوص جيدة.

فالعام الماضى وبالتحديد فى المهرجان القومى للمسرح ومهرجان المسرح التجريبى تم تقديم عملين لـ"هاملت" الأول بعنوان "أنا هاملت" لهانى عفيفى، ومن إنتاج مركز الإبداع الفنى، والآخر كان "هاملت" إلا أن الأخير لم يشارك فى المسابقة الرسمية بل كان على الهامش.

وقد قدمها المخرج هانى عفيفى بشكل جديد ومثير، حول شاب مصرى عاطل يعايش "هاملت" من خلال قراءة النص الأصلى ومن خلال العرض، حيث يوضح عفيفى مقدار المعاناة التى يعانى منها الشباب المصرى، حيث لم تقدم المسرحية باللغة العربية الفصحى كاملة، بل تخللها ألفاظ عامية كثيرا.

ويشارك مركز الإبداع الفنى بعرض بعنوان "هاملتهن" للمخرجة سعداء الدعاس، وهى وجهه نظر جديدة من نوعها تشجعت لها سعداء لتجسيد "هاملت" بنظرة نسائية، إلا أن الحكم عليها سيتأجل لحين عرضها فى المهرجان القومى للمسرح الحالى.

أما البيت الفنى للمسرح فقد تبنى منذ أسابيع إنتاج عشرة أعمال لتقديمها فى لقاء الشباب الأول نحو مسرح فقير، وكان الفائز بالمركز الأول هو "هاملت" للمخرج حسين محمود الذى دارت فكرة مسرحيته حول أن جميع الناس "هاملت"، ففى العرض يعطى المخرج الفرصة لـ"هاملت"، لتحديد مصيره بيده بالاعتماد على قدرته، وقد حصل العرض على العديد من الجوائز كأفضل مخرج وأفضل عرض وأفضل موسيقى وديكور، الأمر اللافت للنظر أن هؤلاء المخرجين قدموا "هاملت" أكثر من مرة، وذلك حتى تتسنى لهم الفرصة للظهور على الساحة الإعلامية.

وليس هناك شك أن تفوق تلك العروض وتميزها يشجع المخرجين الجدد على إعادة تنفيذها، بحجة أنها تخدم فكرتهم... والسؤال هنا: هل سنرى هاملت جديدا مستقبلا؟؟







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة