محمد صلاح الحفناوى يكتب: التربية الجنسية وسياسة دفن الرؤوس فى الرمال

انتشر فى السنوات الأخيرة مصطلح أو مفهوم التربية الجنسية وتباينت الآراء عندما تم طرح فكرة أن تدرس كمنهج فى مدارسنا، فكان هناك مؤيدون ومعارضون وكل منهم يعلل وجهة نظره بأسباب مقتنع بها.

المؤيدون لتدريسها يعللون موقفهم بأن هناك فرقا بين الثقافة الجنسية والتربية الجنسية، فالأولى يتعرف عليها الإنسان مع تقدم مراحل عمره، أما الثانية فهى تقوم على الوعى والسلوك السليم، كما أن التربية الجنسية موجودة فى القرآن الكريم وأشير لها فى مواضع كثيرة، حيث يبين متى يبلغ الإنسان وأمارات ذلك لدى كل من الرجل والمرأة..

ففى الرجل.. الاحتلام، وإنبات شعر العانة، وفى الأنثى كذلك مع حدوث الحيض.. وجعل الإسلام لذلك أحكاماً وآداباً تضبط مسار هذا الأمر وتحفظه، بالإضافة إلى أن هناك أشياء يتم تدريسها فى مادة العلوم، وأكدوا أن التربية الجنسية هى التى تمد الفرد بالمعلومات العلمية والخبرات الصالحة والاتجاهات اللازمة والسليمة إزاء المسائل الجنسية بقدر ما يسمح به نموه الجسمى والفسيولوجى والعقلى والانفعالى والاجتماعى، فى إطار الدين والأخلاق مما يؤهله لحسن التوافق فى المواقف الجنسية ومواجهة مشكلاته الجنسية فى الحاضر والمستقبل، مواجهة واقعية تؤدى إلى الصحة الجنسية.

المعارضون رفضوها لأن تدريسها يتنافى مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وأن ذلك سوف يخلق نوعا من الانحلال داخل المدارس كما أنهم يقولون إن الجنس فطرة يمارسها الإنسان بدون تعلم أو تدريب، فالإنسان كما خلقه الله أوجد فى عقله وأحاسيسه مجموعة من الغرائز وبالفطرة يدرك الإنسان أماكن الغريزة الجنسية، لذلك يجب ترك المسألة للزمن..

كما أن الإشارة المتعمدة لتلك الأشياء ستؤدى إلى تنبيه الأطفال مبكراً وهذا سينجم عنه مشاكل كثيرة.

ولم تنته الآراء عند هذا الحد فكان هناك رأى معتدل يقول إن تدريسها الآن صعب ولكن يمكن تدريسها فى المستقبل بشرط أن يتم إعداد مناهجها بشكل جيد بواسطة خبراء فى المناهج وعلماء فى الدين وأن يتم تدريب كوادر لتدريسها.

بعد التعرض لوجهات النظر المختلفة مع أى وجهة نتفق..

هل نوافق لأننا أحيانا نواجه مواقف صعبة عندما يبادرنا أحد أبنائنا بسؤال يتعلق بهذه المسائل؟ أم نرفض خوفاً على أبنائنا من التعرض لمثل هذه الأمور؟

أم ندفن رأسنا فى الرمال ونقول "أحنا مالنا يعملوا اللى يعملوه كده كده خربانة هى جت على دى"!!