هذه هى القاعدة السائدة فى مصر حاليا، فإذا كنت معارضا للفساد وتسعى إلى تغيير الوضع القائم فأنت متهم بأنك عميل وخائن وتنفذ أجندة خارجية ولا تعير اهتماما للاستقرار والرفاهية التى وصلت إليها مصر.
هذا ما سمعناه طوال الفترة السابقة – وإن كنا لا نعلم عن أى استقرار وأى رفاهية يتحدثون لأن المقياس الحقيقى لأى استقرار ورفاهية هو دخل الفرد أو مستوى عيشة المواطن فهذا هو المقياس والترمومتر الحقيقى لأى رفاهية، والقاصى والدانى حاليا يعلم ما وصل إليه حال الشعب المصرى الذى يعيش 40% منه تحت خط الفقر منهم حوالى 15 مليونا يسكنون العشش والمقابر.
كما يشير آخر تقرير للبنك الدولى إلى أن 48 مليون مصرى يعيشون فى مناطق عشوائية ويصفهم بأنهم جوعى ومرضى ومحرومون من الغذاء والمأوى والتكنولوجيا والرعاية الصحية – هل هذه الرفاهية التى تقصدون؟؟
أم أنكم تقصدون الرفاهية التى كشفت عنها صحيفة ( شيكاغو تريبيون) الأمريكية من أن الإحصاءات تؤكد أن نسبة المنتحرين فى مصر تزيد عاما بعد آخر، مشيرة إلى أن الذين وصلوا مركز السموم بجامعة عين شمس بلغوا عشرة آلاف و679 منتحرا فى نطاق القاهرة فقط.
فلا تتعجبوا فقد يكون هذا بسبب الرفاهية التى تتحدثون عنها والتى يتمتع بها سكان القاهرة على اعتبار أنهم من سكان العاصمة وتصل الرفاهية إليهم بشكل أسرع عن غيرهم من سكان المحافظات الأخرى.
أو أنكم تقصدون بالرفاهية أن يدخل 20% فقط من الإيرادات فى الميزانية بينما الـ80% لا تدخل فى الإيرادات وتذهب إلى الصناديق الخاصة التى وصل عائدها إلى 1272 مليار جنيه من جيوب المواطنين حسب ما جاء على لسان أحد أعضاء مجلس الشعب فى إحدى القنوات الفضائية وامتلاكه المستندات التى تثبت ذلك.
بل والأكثر مرارة توزيع أراضى مجانا لرجال الأعمال يتجاوز ثمنها 500 مليار جنيه، فى الوقت الذى نرى فيه المعتصمون فى كل مكان ليس من أجل المطالبة بأراضى تقدر ثمنها بالمليارات وإنما المطالبة بأبسط حقوقهم.
- وهذا جزء من كثير ونقطة من محيط، فإلى كل المتشدقين بالكلام عن الاستقرار والرفاهية كفاكم استخفافا بعقولنا وبدلا من مهاجمة كل من يسعى للتغيير واتهامه على حد زعمكم بتنفيذ أجندة خارجية أن تنظروا أنتم فى أجندتكم الداخلية وما آلت إليه أحوال الوطن والمواطن بسببها.
محمد الجندى يكتب: أنت معارض.. إذاً أنت خائن وعميل
الخميس، 15 يوليو 2010 02:36 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة