يستمر نظام حكم مصر فى الانزلاق المستمر بأحوال مصر والمصريين إلى مستويات أدنى يرصدها الفرد العادى تلقائيا، لقد بات الأمر ينذر بالقلاقل، ولكن شاغلى كابينة القيادة غير المحترفين يكابرون.
تستمر حملة التضليل فى محاولة للتدليل أن كل شىء تمام فحسابات الارتفاع والانزلاق من اختصاص الكابتن وحده. يجلس الركاب لا يرون اللمبة الحمراء التى أضاءت فعلا، ولكنها أضاءت من وراء حجب، يجلس الركاب ينتظرون الحادثة وهم غير مدركين. تستمر المسيرة بدون تغيير ويبقى الركاب لا يتحركون، لأن الأتباع من المنتفعين يبررون ويحللون. لا يسمع الركاب منهم إلا كل شىء تمام، ففقدان الارتفاع مصلحة والحط على القاع استقرار. حتى لو ظهر النور الأحمر ورآه أحدهم فهو وهم، ومن يشير إليه فهو موتور وهكذا ندور فى دوائر لتخرس الألسنة مما يصيبها من دوار.
تستمر المسيرة أيضا بدون تغيير بسبب فئة المسايرين الذين يبدأ تفكيرهم من نقطة قبول الأمر الواقع والتواؤم معه وكأنها فريضة، إن هؤلاء المسايرين يصبغون الواقع بالطبيعية التى لا يجب أن تثير تمردا فى النفس، ولكن فليعاقبهم الله هؤلاء الثائرين الذين يثيرون المشاكل فيضيع وقت ثمين والعذر معهم فهم فاضين.
تبقى المسيرة أيضا بدون تغيير بسبب كل الساكتين الذين يقولون البلد بلد من اختطفوها ويسألون ماذا نفعل فليس بيدنا شىء وينسون أن فى آخر الأمر البلد بلدهم هم والمستقبل مستقبلهم والتغيير لن يكون إلا بيديهم، متى يبدأ الساكتون فى الكلام، ومتى يعلو صوتهم وهم الفاهمون ليسمعهم الآخرون، متى يكونون هم من ينشر الحاجة للتغيير وهم الكثيرون فى وسط الملايين.
هل يجىء اليوم الذى تتقلص فيه أعداد المسايرين فيوقن كل منهم أن من الحرام المسايرة فى الانحدار والبدء فى رفض الواقع المهين، هل يجىء الذى تتحرك فيه ألسنة الساكتين ثم تتحرك أرجلهم فى تيار التغيير فيندفع إلى الأمام وتنضم إليه باقى الملايين، أما المنتفعون فمنهم لله نطلب لهم ولنا الهداية.
لكى الله يا مصر... قولوا آمين.
• أستاذ بطب القاهرة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة