مع كل تغيير وزارى فى حقيبة وزارة التربية والتعليم، نجد الوزير الجديد يعلن عن خطة طموحة لإصلاح التعليم المصرى، ويؤكد أن عهده سيشهد طفرة تعليمية وحالة من الظبط والربط بالمدارس، ثم يبدأ إستراتيجية إصلاح التعليم من الوسط، متصورا أن إصلاح مرحلة الثانوية يعنى إصلاح التعليم، متناسياً أن الإصلاح الحقيقى يبدأ من أول السلم التعليمى وليس نهاية مراحل التعليم ما قبل الجامعى.
والمتابع للملف التعليمى يعلم الأسباب التى تدفع كل الوزراء إلى البدء من الثانوية العامة، فهى المرحلة التى تهم كل بيت، ومن خلالها تحدث الضجة الإعلامية، والبرمجندة الخادعة فى مختلف وسائل الميديا، مما يوهم البعض أن قطار الإصلاح قد انطلق.
ومن هذا المنطلق تحولت الثانوية العامة لحقل تجارب، وأبناؤنا فئران تجارب، فها هو الدكتور حسين بهاء الدين يقرر تقسيم الثانوية العامة على عامين، ثم يرسخ نظام التحسين الذى جعل نتائج الثانوية فوق 100%، ثم اكتشف الدكتور أحمد جمال الدين موسى زيف هذا النظام، وتم تعطيل نظام التحسين، وتأكد له أن إصلاح التعليم لا يبدأ من الثانوية، ولكن لابد من وضع برنامج تعليمى إصلاحى يبدأ من مرحلة الحضانة، والرجل كان صادقا فى استهدافه لإصلاح تعليمى حقيقى، ولكن لم تمهله خفافيش الوزارة فأطاحوا به بعد مرور عام، ثم جاء د.يسرى ليبدأ أيضا إصلاحاته من الثانوية العامة، وتم فى عهده مؤتمرا تحت رعاية رئيس الجمهورية لتطوير الثانوية العامة وشهد المؤتمر جدلا كبيرا على مقترح الوزير، ولكن انتهى إلى أن تعود الثانوية العامة لعام واحد فقط، مع تطبيق نظام التقويم التراكمى على السنوات الثلاث، ولكن لا يحسب مجموع الثانوية إلا على العام الأخير فقط.
ثم جاء دكتور أحمد زكى بدر وسار على منوال سابقيه وبدأ أيضا إصلاحه المزعوم من الثانوية العامة، ونجح بجدارة فى إدخال الحزن على بيوت الأسر المصرية بعد اعلانة لأسوأ نتيجة فى تاريخ الثانوية خلال العقد الأخير ، حيث بلغت نسبة النجاح فى المرحلة الأولى 72.3%، وكانت هى الأسوأ فى نتائج الثانوية العامة لهذه المرحلة ، وبلغ عدد الراسبين 106 آلاف و948 طالباً فيما بلغت نسبة نجاح المرحلة الثانية "سنة الفراغ" 50.5 %، وبذلك اعتبر معالى الوزير أنه نجح فى إصلاح التعليم بجدارة!
وتناسى معاليه أن الثانوية مرحلة مخرجات، وحصيلة سنوات تعليم ماضية ولم يتذكر أن الأساس فى تأسيس الطلاب وتقويم تعليمهم بشكل حقيقى، يعود لمرحلة التعليم الأساسى، التى تخرج طلاباً لا يجيدون القراءة والكتابة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة