لم يظهر على صوت مسعد أبو فجر أى وهن أو تعب بينما صوته يأتينى عبر التليفون من سيناء بعد خروجه من السجن منذ ساعات، 30 شهرا و17 يوما هى الفترة التى قضاها أبو فجر مسجونا، بدأت من عام 2008، حيث قضى منها عاما ونصف العام فى ليمان أبوزعبل، والباقى فى سجن "الغربانيات" فى برج العرب.
"هم يريدون أن تظل سيناء عبارة عن بدو وثروات طبيعية، ومزرعة مخدرات يستغلونها فى التخديم على صناعة السياحة" هكذا بدأ أبو فجر حديثه الذى جاءت كلماته سريعة لا تنقطع، ويعاود الحديث: لا يريدون لأبناء سيناء أن يتعلموا، ولن تجد واحدا من أبناء منطقة وسط سيناء دخل الجامعة من 13 سنة.
يتحدث عمن تسبب فى اعتقاله بالضمير "هم" حتى عندما سألته عن أسباب اعتقاله، أجاب: اعتقلونى ليوصلوا رسالة للمصريين، هى أن التنكيل أبسط ما عندهم، والغرض من اعتقالى هو إرهاب البدو، ومنعهم من الكلام، هم يقولون للبدو من سيفعل مثل أبوفجر ، سيلقى نفس مصيره.
تجربة الاعتقال ومرارتها لم تترك أثرها التقليدى فى نفس أبو فجر، يقول: كنت أرى بعينى كل يوم ناس بتموت، لكن الكتابة أفادتنى، وجعلتنى أقاوم الانهيار، الذى كان يتعرض له الناس العادية.
كما يشير أبو فجر إلى الظروف السيئة التى تعرض لها أثناء اعتقاله، يقول: وضعونى فى زنزانة مع 40 واحدا وهى أصلا لا تكفى سوى 8 بالكاد، إضافة إلى أنهم حبسونى مع ناس صادرة بحقهم أحكام مشددة تصل إلى تأبيدة، وهذا غير قانونى تماما، ومنافى لقواعد الحبس الاحتياطى، هل تتخيل قعدتك مع 40 نفرا فى زنزانة واحدة، هل تتخيل نومتنا كانت عاملة إزاى؟ فيه ناس كانت بتنام متعلقة فى سقف الزنزانة، عشان ملهاش مكان على الأرض، كانوا بيعلقوا بطاطين بحبال فى الأسقف، ويدلدلوا منها طول الليل، وناس تانية كانت بتنام ورديات.
هذه هى الظروف الصعبة التى لاقها أبوفجر فى محبسه طوال هذه الفترة، ورغم ذلك استطاع أبوفجر أن يتحمل، يقول: إيمانى بأن الله هو الذى بيده مقاديرى جعلنى أشعر أنى أقوى من سجانى، وإصرارهم على الأذى كان يزداد كلما شاهدوا قوة تحملى، كأن لسان حالهم يقول: لن يستطيع أحد تحريكك ملليمتر عن الحتة اللى أحنا حطيناك فيها.
ورغم ذلك يصر أبو فجر على مواصلة الكلام والنضال السلمى المدنى بكل أشكاله، يقول: أنا لا أفرض أدوات هذا النضال السلمى، وإنما الناس هى التى تفرضه، وأنا مع الناس.
لا يعرف مسعد أبو فجر لماذا أفرجوا عنه فى هذا الوقت تحديدا، كما أنه لا يعرف إن كانت وساطات المشايخ هى السبب أم لا، لكنه يؤكد على أن الحكومة حريصة على مشايخهم، وإذا صدقت فى ذلك فسوف يساند مع أهله كل المشايخ، يقول أبو فجر: فى رأيى ما حدث اليوم هو إنجاز للناس التى جعلت الحكومة تحترم المشايخ، لكن لم يزل هناك 370 شخصا من البدو معتقلين وسوف أتحرك مع الناس للإفراج عنهم.
ليس الإفراج عن المعتقلين المطلب الوحيد لأبوفجر، وإنما هناك مطالب أخرى أكد على أن أخطرها هى غربلة الأحكام الغيابية، يقول أبو فجر: الأحكام الغيابية سحر أسود، وتحضير عفاريت وأرواح، والمثل بيقول اللى يحضر العفريت يصرفه، لازم الحكومة تغربل هذه الأحكام الغيابية، وتملّكنا أرضنا، وتعمل لنا مشاريع تنمية تحمى ولادنا من الانزلاق فى طرق المهالك.
فى أول حوار بعد الإفراج عنه.. مسعد أبو فجر لليوم السابع: سأواصل النضال السلمى بكل أشكاله حتى يفرجوا عن كل البدو المعتقلين
الأربعاء، 14 يوليو 2010 08:54 ص
الناشط السيناوى مسعد أبو فجر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة